185

وقعة الطف‏

تصانيف

فقال الحسين [(عليه السلام)]: ويلكم! إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في أمر دنياكم احرارا ذوي أحساب! امنعوا رحلي وأهلي من طغامكم وجهالكم!

فقال ابن ذي الجوشن: ذلك لك يا ابن فاطمة! واقدم عليه بالرجالة، فأخذ الحسين [(عليه السلام)] يشد عليهم فينكشفون عنه (1).

قال عبد الله بن عمار البارقي: (2) شدت عليه رجالة ممن عن يمينه وشماله، فحمل على من عن يمينه حتى ذعروا، وعلى من عن شماله حتى ذعروا! فو الله ما رأيت مكسورا قط- وقد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه- أربط جأشا ولا أمضى جنانا ولا أجرأ مقدما منه! والله ما رأيت قبله ولا بعده مثله! إن كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه وشماله انكشاف المعزى اذا شد فيها الذئب!

وقد دنا عمر بن سعد من حسين [(عليه السلام)] اذ خرجت زينب ابنة فاطمة اخته: فقالت: يا عمر بن سعد! أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه! [ف] صرف بوجهه عنها (3) [و] كأني انظر الى دموع عمر وهي تسيل على خديه ولحيته! (4).

وهو [(عليه السلام)] يشد على الخيل ويقول:

اعلى قتلي تحاثون: أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط

صفحة ٢٥٢