144

وقعة الطف‏

تصانيف

يا اهل الكوفة! نذار لكم من عذاب الله نذار! ان حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم، ونحن حتى الآن اخوة وعلى دين واحد وملة واحدة ما لم يقع بيننا وبينكم السيف، وانتم للنصيحة منا أهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وأنتم أمة.

إن الله قد ابتلانا واياكم بذرية نبيه محمد صلى الله عليه [وآله] وسلم لينظر ما نحن وأنتم عاملون، انا ندعوكم الى نصرهم وخذلان الطاغية عبيد الله بن زياد، فانكم لا تدركون منهما إلا بسوء عمر سلطانهما كله، ليسملان اعينكم، ويقطعان ايديكم وارجلكم، ويمثلان بكم، ويرفعانكم على جذوع النخل، ويقتلان أماثلكم وقراءكم: أمثال حجر بن عدي (1) واصحابه، وهانئ بن عروة (2) واشباهه.

فسبوه وأثنوا على عبيد الله بن زياد ودعوا له وقالوا: والله لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه، أو نبعث به وبأصحابه الى الامير عبيد الله سلما!

فقال لهم: عباد الله، إن ولد فاطمة (رضوان الله عليها) أحق بالود والنصر

صفحة ٢١٠