139

وقعة الطف‏

تصانيف

[و] لما صبحت الخيل الحسين [(عليه السلام)] رفع الحسين يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، انزلته بك وشكوته إليك، رغبة مني عمن سواك، ففرجته وكشفته، فانت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة (1) [وقال الضحاك بن عبد الله المشرقي الهمداني، وهو الذي نجا من أصحاب الحسين (عليه السلام)]:

لما اقبلوا نحونا فنظروا الى النار تضطرم في الحطب والقصب الذي كنا الهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، إذ أقبل إلينا منهم رجل يركض [فرسه وهو] كامل الأداة، فلم يكلمنا حتى مر على أبياتنا، فنظر الى أبياتنا فاذا هو لا يرى إلا حطبا تلتهب النار فيه، فرجع [و] نادى بأعلى صوته.

يا حسين! استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة!

فقال الحسين [(عليه السلام)]: من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن؟!

فقالوا: نعم أصلحك الله، هو هو.

فقال: يا ابن راعية المعزى! أنت أولى بها صليا!

فقال له مسلم بن عوسجة: يا ابن رسول الله جعلت فداك ألا أرميه بسهم، فانه قد امكننى، وليس يسقط سهم [منى] فالفاسق من أعظم الجبارين!

فقال له الحسين [(عليه السلام)]: لا ترمه، فاني اكره أن أبدأهم (2).

صفحة ٢٠٥