والناس على راياتهم ومراكزهم، وعلى في القلب في أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، وعظم من معه من [ أهل (1) ] المدينة الأنصار، ومعه من خزاعة عدد حسن، ومن كنانة وغيرهم من أهل المدينة.
وكان على رجلا دحداحا (2)، أدعج العينين، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسنا، ضخم البطن، عريض المسربة (3)، شثن الكفين، ضخم الكسور (4)، كأن عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا خفاف من خلفه (5)،
لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضارى (6)، إذا مشى تكفأ به ومار به جسده (7)، له سنام كسنام الثور (8)، لا تبين عضده من ساعده (9)، قد أدمجت إدماجا، لم يمسك بذراع رجل قط إلا أمسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس.
وهو إلى السمرة، أذلف الأنف (10)، إذا مشى إلى الحرب هرول، وقد أيده الله بالعز والنصر.
ثم زحف على بالناس إليهم، ورفع معاوية قبة له عظيمة قد ألقى عليها
__________
(1) هذه التكملة من الطبري.
(2) الدحداح: القصير السمين.
وفي ح: " ربعة ".
(3) المسربة: الشعر وسط الصدر إلى البطن.
(4) شثن: غليظ.
والكسور: الأعضاء.
(5) الخفاف، بالضم: الخفيف، وبالكسر: جمع خفيف.
(6) المشاش، بالضم: رءوس العظام، مثل المنكبين والمرفقين والركبتين.
(7) تكفأ جسده: تمايل.
والمور: التحرك والمجئ والذهاب، كما تتكفأ النخلة العيدانة.
(8) في الأصل: " البعير " والوجه ما أثبت من ح (1: 48).
وسنام كل شئ: أعلاه.
(9) العضد: ما بين المرفق إلى الكتف، يذكر ويؤنث.
والساعد: الذراع.
(10) الذلف: قصر الأنف وصغره.
صفحة ٢٣٣