176

(*) نصر، قال: قال عمرو قال جابر: بلغني أنها ماتت حزنا على أخيها.

وقال أمير المؤمنين حين بلغه مرثيتها أخاها: أما إنهن ليس بملكهن ما رأيتم من الجزع (1)، أما إنهم قد أضروا بنسائهم فتركوهن [ أيامى ] خزايا (2) [ بائسات ]، من قبل ابن آكلة الأكباد (3).

اللهم حمله آثامهم وأوزارهم وأثقالا

مع أثقالهم (4).

وأصيب يوم الوقعة العظمى حبيب بن منصور، أخو الأجلح - وكان من أصحاب الرايات - وجاء برأسه رجل من بجيلة قد نازعه في سلبه رجل من من همدان، كل واحد منها يزعم أنه قتله، فأصلح على بينهما وقضى بسلبه للبجلى، وأرضى الهمداني.

نصر، عن عمرو بن [ شمر، عن ] جابر، عن الشعبى، عن الحارث بن أدهم، عن صعصعة قال: ثم أقبل الأشتر يضرب بسيفه جمهور الناس حتى كشف أهل الشام عن الماء وهو يقول: لا تذكروا ما قد مضى وفاتا * والله ربى باعث أمواتا (5) من بعد ما صاروا صدى رفاتا (6) * لأوردن خيلى الفراتا شعث النواصي أو يقال ماتا (7)

__________

(1) ليس بملكهن: أي إن ما بدا عليهن من الجزع خارج عن إرادتهن.

وفي الأصل: " ليس يملكن " وأثبت ما في ح.

(2) الخزايا: جمع خزيا، وهى التى عملت قبيحا فاشتد لذلك حياؤها.

ح: " حزانى ".

(3) آكلة الأكباد يعنى بها هندا بنت عتبة بن ربيعة.

وهى أم معاوية.

يروى أنها بقرت عن كبد حمزة فلاكتها، وقالت: شفيت من حمزة نفسي بأحد * حتى بقرت بطنه عن الكبد انظر السيرة 581 جوتنجن.

(4) ح: " مع أثقاله ".

(5) في ح: " باعث الأمواتا ".

(6) الصدى: ما يبقى من الميت في قبره.

وفي الأصل: " كذا ".

(7) انظر مروج الذهب (2: 18).

صفحة ١٧٩