172

(*) ثم خرج إليه فارس آخر يقال له مالك بن أدهم السلمانى - وكان من فرسان أهل الشام - وهو يقول: إنى منحت مالكا سنانيا (1) * أجيبه بالرمح إذ دعانيا لفارس أمنحه طعانيا ثم شد على الأشتر فلما رهقه (2) التوى الأشتر على الفرس، ومار السنان فأخطأه (3)، ثم استوى على فرسه وشد عليه بالرمح وهو يقول: خانك رمح لم يكن خوانا * وكان قدما يقتل الفرسانا لويته لخير ذى قحطانا * لفارس يخترم الأقرانا أشهل لا وغلا ولا جبانا (4) فقتله.

ثم خرج فارس آخر يقال له رياح بن عتيك (5) وهو يقول: إنى زعيم مالك بضرب * بذى غرارين، جميع القلب (6) عبل الذراعين شديد الصلب وقال بعضهم: " شديد العصب ".

فخرج إليه الأشتر وهو يقول: رويد لا تجزع من جلادي * جلاد شخص جامع الفؤاد (7)

يجيب في الروع دعا المنادى * يشد بالسيف على الأعادي

__________

(1) في الأصل: " منحت صالحا " تحريف.

ومالك، هو مالك بن الحارث، المعروف بالأشتر النخعي.

الإصابة 8335 وتهذيب التهذيب ومعجم المرزبانى 362.

(2) رهقه: غشيه أو لحقه أو دنا منه.

(3) مار يمور مورا: اضطرب.

(4) الأشهل، من الشهلة وهى أقل من الزرق في الحدقة وأحسن منه.

والوغل: الضعيف النذل الساقط.

(5) في الأصل: " رياح بن عبيدة "، وفي ح: " رياح بن عقيل " وأثبت ما سبق في ص 174.

(6) جميع القلب: مجتمعه لم يتفرق عليه.

(7) لا تجزع، أراد لا تجزعن، بنون التوكيد الخفيفة.

(*) فشد عليه فقتله.

صفحة ١٧٥