136

فقال: معاذ الله، لا يكون هذا أبدا، ما كان لك (1) فهو لى، وما كان لى فهو لك.

وبلغ معاوية ما صنع بالأشعث فدعا مالك بن هبيرة فقال: اقذفوا إلى الأشعث شيئا تهيجونه على على.

فدعوا شاعرا لهم فقال هذه الأبيات، فكتب بها مالك بن هبيرة إلى الأشعث، وكان له صديقا، وكان كنديا: من كان في القوم مثلوجا بأسرته * فالله يعلم أنى غير مثلوج زالت عن الأشعث الكندى رياسته * واستجمع الأمر حسان بن مخدوج يا للرجال لعار ليس يغسله * ماء الفرات وكرب غير مفروج إن ترض كندة حسانا بصاحبها * يرض الدناة وما قحطان بالهوج هذا لعمرك عار ليس ينكره * أهل العراق وعار غير ممزوج كان ابن قيس هماما في أرومته * ضخما يبوء بملك غير مفلوج ثم استقل بعار في ذوى يمن * والقوم أعداء ياجوج وماجوج إن الذين تولوا بالعراق له * لا يستطيعون طرا ذبح فروج ليست ربيعة أولى بالذى حذيت * من حق كندة، حق غير محجوج (2) قال: فلما انتهى الشعر إلى أهل اليمن قال شريح بن هانئ: يا أهل اليمن ما يريد صاحبكم إلا أن يفرق بينكم وبين ربيعة.

وإن حسان بن مخدوج مشى إلى الأشعث بن قيس برايته حتى ركزها في داره، فقال الأشعث: إن

__________

(1) في الأصل: " ذلك ".

(2) حذيت: أعطيت.

والحذوة: العطية.

صفحة ١٣٩