والتخادع بين أصحابه (ع) فسمموا أفكار تلك الطائفة المغرورة بآرائها الشيطانية. حتى صارت تعتقد أنها هي الطائفة المسلمة ليس إلا. والمسلمون كلهم كفار مشركون. وصاروا الى النهروان. فمشى اليهم علي (ع) بجيشه حينذاك فوعظهم وحذرهم سوء المصير. فما رجعوا ولا ارتدعوا بل شرعوا الرماح وسلوا السيوف في وجهه (ع) وقالوا الحرب الحرب. يا علي لا نريد الا قتلك كما قتلنا عثمان ، فأفلجهم (ع) بالحجج والأدلة من الكتاب والسنة فما ازدادوا الا غيا ، فعند ذلك زحف اليهم بجيشه حتى أتى على آخرهم فملأ النهر من دمائهم والموقع من أشلائهم. وكان عددهم أربعة آلاف ولا يحيط المرك السيء ، إلا بأهله.
ذكر أرباب التاريخ. انه لما وصل علي (ع) بجيشه الى النهروان قال : اقبل اليه رجل من أصحابه. وكان على مقدمته. يركض. وقال له : يا أمير المؤمنين (ع) البشرى. قال (ع) ما بشراك قال : ان القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك. فابشر فقد منحك الله أكتافهم. فقال (ع) الله أنت رأيتهم قد عبروا. قال نعم. فاحلفه ثلاثا. وفي كلها يقول نعم. فقال (ع) والله ما عبروا ولن يعبروه. وان مصارعهم لدون النطفة. والذي فلق الحبة
صفحة ٥٨