جالس وحوله أصحابه. فصاح لا حكم إلا لله ولو كره المشركون فتلفت الناس ، ثم صاح لا حكم إلا لله ولو كره المنافقون ، فرفع علي رأسه إليه ، ثم صاح الرجل ، لا حكم إلا لله ولو كره أبو حسن ، فقال (ع) ان أبا حسن لا يكره أن يكون الحكم لله. ثم قال حكم الله انتظر فيكم ، فقال له الناس هلا ملت يا أمير المؤمنين (ع) فأفنيتم؟ فقال انهم لا يفنون وان منهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة.
وذكر الطبري أيضا. ان عليا لما دخل الكوفة. دخلها ومعه كثير من الخوارج ( المحكمة ) وقد تخلف منهم في النخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوا الكوفة فدخل حرقوص بن زهير السعدي. وزرعة بن برج الطائي. وهما من رؤوس الخوارج على علي (ع) فقال له حرقوص تب من خطيئتك. وأخرج بنا الى معوية نجاهده. فقال (ع) اني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثم الآن تجعلونها ذنبا اما أنها ليست بمعصية ولكنها عجز من الرأي وضعف في التدبير وقد نهيتكم عنه ، فقال له زرعة أما والله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لأقتلنك اطلب بذلك وجه الله ورضوانه. فقال له علي (ع) بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفى عليك الرياح قال زرعة وددت انه ذلك.
صفحة ٥١