لما صار شبيب الى تكريت وجه الحجاج الجزل وهو عثمان بن سعيد في أربعة آلاف فسار الجزل نحو المدائن وهو يظن أن شبيبا هناك حتى اذا وصلها لم يجد فسأل عنه فأخبرانه توجه الى تكريت فلحقه والتقى معه في أرض خوخي. ووقعت بينهما المعركة فهرب شبيب بأصحابه وصار الجزل يطارده بكتائبه وجاء كتاب من الحجاج الى الجزل يحضه على قتالهم وكان قد سمع الحجاج أن الجزل يراوغ الخوارج. قال : فارسل الحجاج سعيد بن المجالد اميرا بدله وعهد اليه اذا التقى بالمارقة أن يزحف عليهم ولا يناظرهم ولا يطاولهم ولا يصنع صنع الجزل. وكان الجزل يومئذ قد انتهى في طلب شبيب الى النهروان. وقد لزم عسكره وخندق عليهم. فجاء سعيد حتى دخل عسكر أهل الكوفة اميرا. فقام فيهم خطيبا. فحمد الله وأثنى عليه. ثم قال : يا أهل الكوفة انكم قد عجزتم ووهنتم وأغضبتم عليكم أميركم أنتم في طلب هذه الأعاريب العقف منذ شهرين قد أخربوا بلادكم وكسروا خراجكم وأنتم حذرون في جوف هذه الخنادق ولا تزايلونها الا أن تبلغكم أنهم قد ارتحلوا عنكم ونزلوا بلدا سوى بلدكم اخرجوا على اسم الله اليهم. ثم خرج وخرج الناس معه. فقال الجزل ما تريد أن تصنع قال : اقدم على شبيب وأصحابه في هذه الخيل فقال له الجزل أقم أنت في جماعة الناس فارسهم وراجلهم ولا
صفحة ١٤٤