الوجيز
محقق
صفوان عدنان داوودي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٥ هـ
﴿ورفعنا فوقهم الطور﴾ حين امتنعوا من قبول شريعة التَّوراة ﴿بميثاقهم﴾ أَيْ: بأخذ ميثاقهم ﴿وقلنا لهم لا تعدوا في السبت﴾ لا تعتدوا باقتناص السَّمك فيه ﴿وأخذنا منهم ميثاقًا غليظًا﴾ عهدًا مؤكَّدًا في النبيِّ ﷺ
﴿فبما نقضهم ميثاقهم﴾ أَيْ: فبنقضهم و(ما) زائدةٌ للتَّوكيد وقوله ﴿بل طبع اللَّهُ عليها بكفرهم﴾ أَيْ: ختم الله على قلوبهم فلا تعي وَعْظًا مجازاةً لهم على كفرهم ﴿فلا يؤمنون إلاَّ قليلًا﴾ يعني: الذين آمنوا
﴿وبكفرهم﴾ بالمسيح ﴿وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا﴾ حين رموها بالزِّنا
﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شبه لهم﴾ أَيْ: ألقي لهم شبه عيسى على غيره حتى ظنُّوه لمَّا رأوه أنَّه المسيح ﴿وإنَّ الذين اختلفوا فيه﴾ أَيْ: في قتله وذلك أنَّهم لمَّا قتلوا الشَّخص المشَبَّه به كان الشَّبَه أُلقي على وجهه ولم يُلق على جسده شبهُ جسدِ عيسى فلمَّا قتلوه ونظروا إليه قالوا: الوجه وجه عيسى والجسد جسد غيره فاختلفوا فقال بعضهم: هذا عيسى وقال بعضهم: ليس بعيسى وهذا معنى قوله: ﴿لفي شك منه﴾ أَيْ: مِنْ قتله ﴿ما لهم به﴾ بعيسى ﴿من علم﴾ قُتِل أو لم يقتل ﴿إلاَّ اتباع الظن﴾ لكنَّهم يتَّبعون الظَّنَّ ﴿وما قتلوه يقينًا﴾ وما قتلوا المسيح على يقين من أنَّه المسيح
1 / 300