قالت السيدة الشابة: «يا إلهي! كم هو مثير هذا الأمر. لا بد أنك عبرت المحيط كثيرا أيها السيد سبينر .»
أجابها سبينر المتواضع: «أوه، إنني أعرف الطريق تماما.»
ظل الكابتن ينظر في نظارته وكأنها قد التصقت بعينيه. وفجأة، كادت النظارة تسقط منه.
وصاح قائلا: «يا إلهي! جونسون!» «ما الخطب يا سيدي؟» «إنها ترفع إشارة استغاثة أيضا!»
اقتربت السفينتان البخاريتان من بعضهما ببطء، وعندما أصبحتا متحاذيتين يفصلهما ميل واحد تقريبا، دق جرس السفينة «أدامنت» معلنة أنها ستتوقف.
قال سبينر الشاب إلى الفتاة من بوسطن: «هاك، أترين، إنها ترفع الإشارة نفسها التي نرفعها نحن على صارينا.» «إذن، فهي تتبع نفس مسار سفينتنا؟»
أجابها سبينر الواثق بنفسه أكثر مما ينبغي: «أوه، بكل تأكيد.»
صاحت الفتاة المتحمسة من إنديانابولس التي كانت تعتزم دراسة الموسيقى في ألمانيا: «أوه، انظروا! انظروا! انظروا!»
رفع الجميع نظرهم إلى قمة الصاري ووجدوا خطا طويلا من الرايات المتعددة الألوان المتصلة ببعضها وهي ترفرف. وظلت تلك الرايات في مكانها لعدة دقائق، ثم أنزلت مرة أخرى ليرفع مكانها خط مختلف من الرايات. وكان الأمر نفسه يحدث على متن السفينة البخارية الأخرى.
قالت زوجة مساعد رئيس الأركان: «أوه، هذا الأمر مثير للاهتمام كثيرا. إنني أتوق إلى معرفة ما يعنيه كل هذا. لقد قرأت كثيرا عن هذا الأمر لكنني لم أره مطلقا من قبل. أتساءل متى سينزل الكابتن.» ثم سألت الخادم على سطح السفينة: «ما معنى كل هذا؟» «إنهم يتبادلون إرسال الإشارات إلى بعضهم يا سيدتي.» «أوه، أعرف هذا. لكن ما معنى تلك الإشارات؟» «لا أعرف يا سيدتي.»
صفحة غير معروفة