قال لامبيل: «سيكون هذا مستحيلا. كنت حريصا للغاية أن أحافظ على هذا الشرف لنفسي، فلم أترك أي أثر يمكن أن يشير ولو من بعيد إلى ما كنت أعكف عليه.»
قال الوزير وهو يتنهد تنهيدة عميقة: «كنت حصيفا في فعلك هذا، والآن لنذهب وننظر في الحطام.»
وبينما كانا يقتربان من البقعة المدمرة، كان اندهاش المسئول الرسمي وذهوله يتضاعفان أكثر وأكثر. كانت الصخور متصدعة ومتشققة وكأنه من فعل زلزال؛ وذلك على امتداد مئات الياردات.
قال الوزير: «أنت تقول إن هذا السائل آمن تماما حتى يتبخر.»
أجابه لامبيل: «تماما، وكما قلت لك، ينبغي على المرء بالطبع أن يكون حريصا في التعامل معه. لا بد وألا تسقط أي قطرة على ملابسك، أو تتركها في أي مكان خارج الزجاجة لكيلا تتبخر.» «دعني أر هذه المادة.»
أعطاه لامبيل الزجاجة. «هل لديك المزيد من هذا في معملك؟» «ولا قطرة واحدة حتى.» «إذا أردت أن تتخلص من هذه الزجاجة، فكيف ستفعل ذلك؟» «سأفرغ محتوياتها في نهر السين. وسيتدفق ماء النهر في البحر، ولن يتسبب ذلك في أي ضرر.»
قال الوزير: «انظر إن كان هناك أي أثر للكلب. وسأنزل أنا عن الحافة إلى المحجر وسأنظر هناك.»
قال لامبيل في ثقة: «لن تجد شيئا.»
ولم يكن هناك سوى ممر واحد يمكن النزول منه إلى أسفل المحجر. ونزل عليه الوزير حتى غاب عن أنظار الرجل في الأعلى، ثم سرعان ما أزال سدادة الزجاجة، وترك السائل يتقطر على أكثر المناطق ضيقا في الممر والتي كانت في مواجهة الشمس المستعرة. ثم أعاد السدادة إلى الزجاجة، ومسحها بحرص بالغ بمنديله ثم كوره وألقى به في المحجر. ثم عاد إلى السطح مرة أخرى وقال إلى العالم الدمث المحب للخير: «لا يمكنني أن أجد أي أثر للكلب.»
قال لامبيل: «ولا أنا أيضا، بالطبع حين لا تجد أي علامة على وجود المبنى فلا يمكن أن تتوقع أن تجد أي أثر للكلب.»
صفحة غير معروفة