والمعنى الثالث احترام كل ذي ظفر حي،
وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر . فالحياة صفة من صفات الله مع العلم والقدرة والله خالقها ومعطيها وواهبها. هو الذي يحيي ويميت . يخلق الميت من الحي، والحي من الميت. وهم يفعلون الضد. يدمرون الأحياء، الزرع والبشر، الحيوان والإنسان. ويحرقون الناس بالقنابل الفسفورية وبالمواد الملتهبة. الحياة قيمة مطلقة؛ لذلك شرع القصاص، العين بالعين والسن بالسن حفاظا على الحياة. وهي شرعة كل الأنبياء،
وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل . بل لقد امتد التحريم إلى أشياء حللها الله لهم منعا لظلمهم،
فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم . ومع ذلك لم يمنعهم هذا التحريم من العدوان على غيرهم واستباحة دمائهم وأعراضهم ودورهم وأموالهم.
والرابع الزعم بأنهم أولياء الله دون غيرهم من الناس،
قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت . فأولياء الله من يطيعونه، ويكونون مثله في أفعالهم وسلوكهم. وهم أحرص الناس على الحياة لهم وحدهم دون غيرهم. الكل عبيد وخدم لهم. يستولون على ثروات غيرهم ويسيطرون على مقدراتهم حتى كادوا أن يستحوذوا على ثروات العالم. وأصبحت رءوس أموال العالم كله يهودية.
والخامس اعتبار أنفسهم على حق دائم، وغيرهم على باطل، وأنهم وحدهم هم الناجون وغيرهم الهالكون، وأن من ليس معهم فهو ضدهم،
وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى . فانضم إليهم النصارى وعادوا المسلمين. طريقهم هو الهداية،
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا . بل جعلوا الأنبياء كلهم يهودا وهو حنفاء على دين إبراهيم، دين الفطرة وهو الإسلام،
أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى . فلا حقيقة إلا فيهم، ولا هدى إلا لديهم.
صفحة غير معروفة