وإن تعرض عنهم فلن يضروك شيئا ، فالمؤمن لا ينفع إلا نفسه، والمهتدي يمنع الضرر عن نفسه. والضال لا يلحق الضرر بالرسول إنما يضر نفسه،
وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء .
والمعنى الرابع:
أن الضرر في حد ذاته لا تقبله النفس بصرف النظر عن الإيمان أو عدم الإيمان، فلا تضار والدة بولدها ولا مولود بولده،
لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده ، الوالدة في الرضاعة حولين كاملين لا أكثر، والوالد في الرزق والكسب والإنفاق، فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وكذلك لا تضار النساء بضيق المسكن،
ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن
ولا في الإنفاق. وفي البيع والشراء الشهادة واجبة حتى لا يضار بائع أو مشتر أو كاتب أو شهيد،
وأشهدوا إذا تبايعتم ولا يضار كاتب ولا شهيد ، فالتدوين حفظ للحقوق في الزواج وفي البيع والشراء، فالذاكرة تخون، والنفس أمارة بالسوء، فكل شيء شهادة، الإيمان، وسماع القرآن وتدوين الحديث وإصدار الفتوى وممارسة الجهاد، فالشهادة بالقلب وباللسان وباليد بتدوين شروط العقود.
والمعنى الخامس:
أن العلم هو العلم النافع، وهو ما يؤكده حديث «أعوذ بالله من علم لا ينفع»،
صفحة غير معروفة