إن صفا العيش فما كان صفا
أو تلاقينا فقد لا نلتقي
وفي العراق ينبغ الشعراء نبوغا بلا سابقة عهد بالثقافة الأدبية، ينبغون في الشعر بلا تثقيف كما تنبغ الحمائم في السجع بلا تثقيف.
فمن شعراء اليوم في بغداد شاعر مجيد هو صديقنا العزيز السيد عبد الرحمن البناء، وهو بناء حسا ومعنى، ولكن عبقريته نقلته من هندسة المباني إلى هندسة القوافي، فله عدة دواوين شعرية، وله مطبعة، وله جريدة تسمى بغداد.
جلست أسمر مرة مع هذا الشاعر في ليلة قمراء كأنها الصبح المشرق في مصر الجديدة، جلسنا في بهو الفندق - فندق العالم العربي على شط دجلة - فنظر إلي وقال: (أنا الذي بنيت هذه المسناة).
فوقعت هذه العبارة من نفسي موقع الشعر الجميل.
وقد عجب الأستاذ محمد بهجة الأثري إذ رآه يوما واقفا في الشارع العام يدير أمر الفعلة فيأمر هذا ويصرخ بذاك وفي يده قلم وصحيفة ليدون ما يجيش بصدره من المعاني.
ولكن لا عجب: فذلك بناء نشأ في العراق.
أيها السادة
قد رأيتم أنه ما كان يمكن أن تعيش مثل تلك البلاد بلا أدب وبلا خيال.
صفحة غير معروفة