O
والمسئول عن شتى الخواص الملاحظة للماء. أما مجموعة الخواص (لا لون، لا طعم، لا رائحة) فهي ليست ماهية علية للماء رغم أنها تصدق على كل ما ينتمي لفئة «الماء»؛ ذلك لأن هذه الخواص الأخيرة تفتقد القوة العلية.
وأما الماهية المثالية فليس لها مثول حقيقي في العالم. مثال ذلك: أن ماهية «الخيرية» هي كيفية ما مجردة خالصة تتحقق على نحو غير مكتمل في أمثلة الأشخاص الذين يجترحون أفعالا خيرة. لا واحد من هذه الأفعال الخيرة يجسد «الخير» تجسيدا تاما، بل يعكس كل منها جانبا ما من الخير. وتمثل أسطورة كهف أفلاطون هذه الوجهة من الرأي. وبذلك تقف الماهية المثالية في مقابل كل من الماهية التصنيفية والعلية المتعلقتين بكيانات العالم الحقيقي وصفاتها.
من التأويلات الماهوية ما هو محدد ويمكن أن نجده في مفاهيم متباينة مثل «الروح» و«الدنا
DNA »؛ غير أن الماهوية قد تكون استقرابية وضمنية: أي الاعتقاد بأن فئة ما لديها صميم أو لب دون معرفة ماذا يكون ذلك الصميم أو اللب. يطلق على مثل هذا اللب الذي تحل فيه الماهية دون أن نعرفه بالتحديد «محل الماهية»
essence placeholder .
11
مثال ذلك: أن الطفل قد يعتقد - حتى قبل أن يتعلم أي شيء عن الكروموزومات أو الفيزيولوجيا البشرية - أن البنات لديها كيفية ما خفية داخلية تميزها عن الأولاد وتسبب الفروق الكثيرة الملاحظة في المظهر والسلوك بين الأولاد والبنات. وإذا كان أولئك الذين أوتوا العلم قد تستوي لديهم اعتقادات مفصلة تماما عن ماهية ما (مثل أن ماهية الذهب هي أن له العدد الذري 79)، فإن مثل هذه التصورات نادرة في تفكير الحياة اليومية، وما نراه بعامة هو أن الناس تضمر اعتقادا حدسيا بأن ماهية ما موجودة حتى وإن عز عليهم كشف تفاصيلها. من مترتبات ذلك أن الماهية لا يمكن أن تكون جزءا من الصميم السيمانتي (الدلالي) للفظة، ولا يمكن أن تحدد ماصدقات
extensions
اللفظة؛ غير أن لها متضمنات لاعتقادات الناس من حيث عمق وثبات مفهوم من المفاهيم.
صفحة غير معروفة