فتشمل الخطوة الأولى تحليلا إكلينيكيا، حيث يلاحظ أن علامات وأعراضا شتى تحدث معا بطريقة تشير إلى أن في الأمر شيئا يعمل أكثر من الصدفة. هكذا يومئ تزامن التهاب الحلق وسيولة الأنف والصداع واحتقان الصدر إلى زملة مندمجة، تصنف على أنها «الزكام»
Common Cold . يسمى هذا بالمظهر الإكلينيكي للمرض.
والخطوة التالية أن نصف مسار المرض، فنجد أن احتقان الحلق قد يظهر أولا ويزول، ثم يحدث احتقان الجيوب الأنفية متمثلا في تصريف أصفر، يتبعه تصريف شفاف عندما يصبح الشخص غير معد. وعند نقطة ما في العملية ينشأ احتقان الصدر وقد يلبث أسابيع. والشفاء تلقائي.
في هذا النموذج تكون للزملات سببيات مشتركة وبالتالي علاج مشترك. أما وصف الآليات الجسمية لإنتاج الزملة فهو لب لباب النموذج البيوطبي. وما إن يتضح أن ثمة مثل هذه الآليات يطلق على الزملات «أمراضا» وتصور تقليديا على أنها أنواع طبيعية.
إذا كانت الزملات الطبنفسية أنواعا طبيعية فقد تساعدنا المتغيرات البيولوجية، مثل المدونات الجينية والاستجابة الدوائية، في فصل واقعها المتبطن لها. يفترض بعض الأطباء النفسيين وبعض السيكولوجيين أنه ما دامت الأمراض الجسمية هي الواقع الوطيد العلم الطب فإنه لكي نكون صائبين علميا فإن علينا أن نفهم الاكتئاب والفصام على أنهما مرضان جسميان. وهما كمرضين لا بد أن لهما عمليات باثولوجية تحتية. مثال ذلك أن الاضطراب الطبنفسي «الخزل العام»
General Paresis
الذي كان وبائيا في يوم ما يمكن أن تتفاوت فيه الصورة الإكلينيكية من زملة بارانويدية إلى زملة اكتئابية إلى زملة عظمة، غير أن العملية الباثولوجية التحتية هي نفسها.
25
والعملية الباثولوجية التحتية هي زهري غير معالج
Untreated Syphilis . ووجود البكتريا الملتوية
صفحة غير معروفة