أما الطب النفسي الآن فهو بعيد عن مثل هذا اليقين التشخيصي. الطب النفسي الآن في نفس الوضع الذي كان عليه معظم الطب منذ 200 عام، حيث كان مضطرا بعد إلى تعريف معظم اضطراباته بواسطة زملاتها؛ ومن ثم فما دام الطب النفسي مضطرا إلى التمييز بين اضطراباته بواسطة التمييز بين زملات فإن «صدق» المفاهيم التشخيصية يظل أمرا مهما في الطب النفسي. وإن استخدام نطاقات الخلاء لتأسيس «صدق» التشخيصات هو أفضل استراتيجية متاحة لنا في المرحلة الحالية من تطور الطب النفسي.
جدوى التشخيصات
قلنا: إن معظم الاضطرابات الطبنفسية الحالية - بما فيها الفصام - لا يمكن أن توصف بأنها فئات تصنيفية «صادقة»
valid ؛ غير أن هذا لا يعني بحال أنها غير ذات نفع أو جدوى. ويقال للعنوان التشخيصي: إنه نافع أو مجد إذا كان يقدم معلومات معتبرة عن التنبؤ (التكهن/الإنذار)
prognosis
والمآل المرجح للعلاج، و/أو قضايا قابلة للاختبار عن الملازمات
correlates
البيولوجية والاجتماعية.
بهذا التصور للجدوى ينبغي أن نقول: إن كثيرا من مفاهيمنا النوزولوجية (الخاصة بتصنيف الأمراض) الحالية مفيدة للممارسين الإكلينيكيين إلى أقصى حد؛ إنهم ببساطة لا يستطيعون الاستغناء عنها؛ فهي تمدهم بمعلومات قيمة للغاية عن احتمالات الشفاء والانتكاس والتدهور والعجز الاجتماعي، وترشد قراراتهم العلاجية، وتزودهم بمعلومات ثرية عن المرضى المماثلين لمرضاهم عبر العالم: صورة أعراضهم وشخصياتهم قبل المرض وخلفياتهم العائلية وتحولاتهم بمرور الزمن ونتائج التجارب الإكلينيكية لعلاجات بديلة عديدة والبحث في سببيات الزملة، كل هذه معلومات مفيدة ولا غنى عنها أحيانا، سواء كانت الفئة التشخيصية المعنية صادقة أم لا.
وهناك فرق آخر بين «الصدق»
صفحة غير معروفة