يستقي عامة الناس معلوماتهم الجينية من وسائل الإعلام، والإعلام لا يقدم إلا تبسيطات مخلة توحي بتفسيرات جينية قوية للظواهر تتجاوب مع الفهم الحدسي (والخاطئ) للعامة عن الجينات، وهو فهم مشبع بالحتمية الجينية ويؤثر بشدة في فهمهم للآخرين ولأنفسهم. مثل هذه التحيزات الماهوية الجينية هي ما يقبع من وراء ظاهرتي: «التنميط»
stereotyping
و«التمييز»
discrimination
بجميع تجلياتهما: في العنصر، والجنوسة (الجندر)، والتوجه الجنسي، والإجرام، والمرض العقلي، والسمنة ... إلخ.
تكشف لنا كثير من البحوث أن الناس تبدي النزعة الماهوية عندما تكون بصدد تقييم الجماعات الأخرى، وتشتد تحيزاتهم الماهوية عندما يدركون الجماعات على أنها تشارك في بنية جينية عامة، الأمر الذي يقدم أرضا خصبة لنمو التحيز والتنميط. ينظر الناس إلى أعضاء الجماعات المختلفة على أنها تشترك في ملامح فطرية وثابتة ومحددة للجماعة تتسبب في سلوكاتهم وخصائصهم المميزة، وأن بعض هذه الملامح المحددة ذات منشأ جيني.
وقد بينت دراسة باستيان وهسلام 2006م أن هناك ارتباطا بين العزو الجيني والتنميط؛ فقد وجد أن «مقياس الأساس البيولوجي للماهوية»
10
يرتبط ارتباطا موجبا مع درجة تصديق الناس على شتى ضروب التنميط الخاصة بشتى الجماعات الاجتماعية. لقد تبين أن الميل إلى تفسير السلوك في حدود بيولوجية هو من أقوى الخصال التي تنبئ بالتنميط. كذلك الأمر في «مقياس الاعتقاد في الحتمية الجينية» (الذي يتضمن بنودا من قبيل: «مصير كل شخص يقبع في جيناته»)، فهو يرتبط ارتباطا موجبا مع التحيز والتنميط العنصري السلبي والنزعة القومية والنزعة الوظيفية.
11
صفحة غير معروفة