============================================================
36 الوحيد في سلوك أهل التوحيد أعاذنا الله تعالى وإتاكم من النيران ومن سخط الرحمن ثم من ملك غضبان بمنه وكرمه.
وآخبرنا الشيخ الشريف عبد العزيز بن عبد الغني المنوفي - رحمه الله تعالى- قال: رأيت في النوم - وذكر شيئا غاب عنى- فخفت من الله تعالى، فبلث في النوم الدم، واستيقظث مرعوبا، فوجدت الدم قد ملا سراويلي* ف التتوهين ورحة الرهن الرهيمن وأما خوف المتقدمين فهو مذكور في الكتب، وقصدنا الآن ذكر أهل زماننا ومن أفرط به الخوف آداه إلى القنوط؛ فإن إفراط الخوف ينشأ عنه القنوط واليأس وقرب النفس من القدوم على ما تخافه فيكره لقاء الله تعالى فيكره الله تعالى لقاءه، وإنما يروح بالرجاء بقوله تعالى: لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا [الزمر: 53].
وقوله تعالى ورخمتي وسعت كل شيء [الأعراف: 156] .
وقوله تعالى: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم} [الانفطار:6].
فهذا تنبيه على كرمه ع فيقول غرني كرمك، ولذلك معان كثيرة لقوله تعالى: ما على الفح فسين من سبيل} [التوبة: 91].
تكون الرحمة والمغفرة والجود والكرم والمنه والإحسان واللطف والحنان، وكذلك جيع تعلقات صفات الجمال للمسيئين.
وإنما ورد: ""أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء(الم.
و"رخمتي سبقت غضبي(2لم) فينتهي به السير إلى الرحمة وهي السابقة، والخاتمة مطوئة في السابقة، ولا يفرط في الرجاء أيضا لأنه ينشأ عنه قله الأدب، وقلة الأدب ينشأ عنها البعد، ولذلك قيل لجبريل وإسرافيل: ( كونا على ذلك ولا تأمنا مكريه فيعتدل عن ذلك خوف المؤمن ورحاؤه إذ في قوله جل من قائل: إن ربك لسريغ
(1) رواه أحمد في مسنده (491/3) وابن حبان (401/2).
(2) رواه البخاري (2/، 270)، وابن ماجه في سننه (67/1) .
صفحة ٢٩