268

Wahid Fi Suluk

تصانيف

============================================================

278 الوحيد في سلوك أهل التوحيد قاضي دارا، فلما خرج طلب مماليكه وأصحابه وقال: كلك من أخذ شيئا فليحضره، فاحضروه فاكتاله، فجاء إما ثلاثة أمداد وقدحا وإما ستة أمداد، وكان الشيخ مفرج محذوبا، وكان كبير الشأن وقد كتب حكايات الشيخ صفي الدين في رسالته، حين صحبه في مصر: وحدثي الفقيه نحم الدين بن حفاظ- وكان عدلا وكان يجمع القراءة بالسبع ويجيز بذلك ويسمع عليه، قال عن الشيخ أبي يحيى قال: خرج بنا الشيخ أبو الحسن ابن الصباغ - ربما قال ماشيا- إلى أن وصلنا إلى أبنود مساء ثم أصبحنا دخلنا إلى قوص، وبتنا ثم أصبحنا جينا إلى دمامين فأدخلنا على الشيخ مفرج قبل أن يعرف فقال الشيخ أبو الحسن: هذا المحذوب، هذا المخطوب، هذا المدلل على ربه، هذا مفرج، وظهر الشيخ مفرج رضي الله عنه وعن جميع الأولياء والصالحين والسالكين طريقهم، وجعلنا منهم ومن محبيهم ولا أخرجنا عنهم لا في دنيا ولا آخرة بمحمد وآله.

وأخبري قال: كان عندنا وكنا محتمعين بزاوية الشيخ عمر قال: دخلت على الشيخ سلمان الستبتي وكانت له أحوال عجيبة، تركنا ذكرها خشية على من لا يعرفها فينكرها قال: دخل عليه فقير فتكلم معه فقال له الفقير ما هذا بالفقيري فأشار سلمان بيده وقال: هذا بالفقيري، فوقع ذلك الفقير واضطرب ومات من ساعته.

ومن مروءة الشيخ مفرج قلس الله روحه- ما حكاه كمال الدين بن إبراهيم ابن الصابوني حوكان من العدول وأكابر الأقصرين- رحمه الله تعالى - أن الملك الصالح لما طلب عز الدين بن الفقيه نصر، وكان قد احتاط على بني الفقيه نصر وأموالهم، وطلبوا واستخفوا، فسافر الشيخ مفرج إلى مصر.

وكان عز الدين بن الفقيه نصر يصحب الشيخ مفرج ويعتقده، فسافر الشيخ مفرج إلى مصر بسببه، واحتمع بالسلطان الملك الصالح، وكان الشيخ مفرج، رحمه الله تعالى، غير متصنع في كلامه ولا في حركاته ولا في شيء من أفعاله، رحمه الله تعالى، فقال للملك الصالح: أنت السلطان؟ فقال: كذا يقولون يا سيدي فقال: مالك مع عز الدين بن الفقيه نصر؟ فقال: يا سيدي، المطلوب منه لبيت المال مائة وعشرون ألف دينار، ولكن ما مع وجودك محاققة، قال الشيخ: مالك عنده شيء؟ فقال له السلطان:

صفحة ٢٦٨