264

Wahid Fi Suluk

تصانيف

============================================================

274 الوحيد في سلوك أهل التوحيد تقس الطائفة على ما تعلم من نفسك، وانظر إلى إكرام محنون بني عامر كلبا رآه في حى ليلى كما قيل: رأى المجنون في الصحراء كلبا فجر عليه من تعماه ذيلا فلاقوه عليه ثمقالوا منحت الكلب من تعماك نيلا فقال دعوة فإن عيني راته ليلة في حى ليلا وقد حكى لي خطيب مصر ابن القسطلاي: أن الشيخ عبد العزيز، حكى عن الشيخ عبد الرحيم المدفون بقنا، أنه رأى كلبا فقام له إحلالا، فقيل له في ذلك فقال: رأيت في عنقه خيطا أزرقا لكونه من زي الفقراء، وإن كان ذلك ضربا للأمثال، واتاك آن تستغني بعلمك وصلاحك وعبادتك وعملك وإيثارك وكرمك إن كنت كذلك أو بجاهك وملكك إن كنت كذلك أوتدانيك وقربك وصحابتك وإخوتك إن كنت كذلك.

بيان افضلية الفقير الصابر على الغني الشاكر وليس بخافي ما اتفق بين الإمام الجنيد وابن عطاع، وقد كان الجنيد يد هذه الطائفة وابن عطاء(11 من الأكابر في الطريق.

وقد جرى بينهما الخلاف في الفقير الصابر والغني الشاكر، فذهب السيد الجنيد إلى أن الفقير الصابر أفضل، وعلله وبين العلة وهو الذي أراه وذهب ابن عطاء إلى أن الغني الشاكر أفضل، واستدل بأن الغني صفته من صفات الله تعالى، وهذا مشتق فقال له الجنيده إن غنى الله تعالى بذاته، وهذا الغنى يمتد (1) هو سيدي ابن عطاء الزاهد العابد المتأله أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي البغدادي، من ظراف مشايخ الصوفية وعلمائهم له لسان في فهم القرآن يختص به، وأسند الحديث صحب إبراهيم المارستاني والجنيد بن محمد ومن فوقهما من المشايخ وكان أبو سعيد الخراز يعظم شأته. وقال حسين بن خاقان: كان ينام في اليوم والليلة ساعتين.

قال أبو سعيد الخراز التصوف خلق، وليس إنابة، وما رأيت من أهله إلا الجنيد، وابن عطاء، مات سنة تسع وثلاثمائة أو إحدى عشرة وثلاثمائة، في ذي القعدة.

انظر: طبقات الصوفية (2)، (ص265)، وحلية الأولياء (302/10)، والطبقات الشعرانية (111/1)، وشرح الأنفاس الروحاتية للديلمي (تحت قيد الطبعا.

صفحة ٢٦٤