============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ولو قال أحد ذلك على حكم النادر، فإن ذلك لا يكون إلا عن انحرافي أو جنون لا عن صحة في عقل ولا ذوق ولا عليم ولا عمل مخالفة للطبائع، والحقائق والعقول والأديان والشرائع وما حبل الله تعالى خلقه عليه واستعبدهم، إن ذلك لا يكون إلا عن فساد في العقل والدين والمزاج والعلم، بل يستغني عن ذلك كله بزوال عقل كما قيل: اذا احتمع الناس على واجد وخالفهم في الرضا واحد فقد دل إجماعهم دوزه على عقله أنه فاسد وإذا عرفت أنك المملك على العالم كله، والكون كله في تسخيره لك، وعرفت هذا العجز العظيم من نفسك، فقد تحققت أن لك موجدا أوحدك وخالقا خلقك وأنه واحب الوجوب لذاته، يجب له الكمال الذاي من كل وجه وبكل وجه ويستحيل عليه النقص من كل وجه وبكل شيء، ويجوز له فعل ما يشاء ويختار من كل وجه وبكل ه.
وهذه الأوصاف لا يجهلها ولية الله تعالى، وقد تحققت أنه خالق كل شيء وأنه على كل شيء قدير بما ظهر لك في نفسك وكون الأشياء دون رتبتك، وتحققت أيضا أه واخد إذ يستحيل أن يكون غير واجد إذ الثنوية والكثرة مستحيلات لوجود الصمدية، إذ الوحدة في نفسها قائمة بنفسها لا بوجود غيرها معها لانتفاء الضد والند والنظير والشبيه والمثيل (لؤكان فيهما آلهة إلأ الله لفسدتا} [الأنبياء: 22] .
إذلو كان لما كان والاقتضاء إرادات مختلفات، وذلك محال وتقدير المحال محال وكذلك الاشتراك واذا كان الجوهر في الفرد إذا بسطته في العقول إلى حد لا يقبل القسمة لا يستحيل عليه القسمة فكيف بخالق الجواهر والأعراض، والوحدة قائية بذاتها لا يصخ معها الكثرة، منفردة عن الثنوية ووحود الغيرية لا يفهم مع وجودها وجود غيرها.
وقد وضح فيك بالنوقية الحقيقة في نفسك معرفة ربك وخالقك بكمال
صفحة ٢٣