============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد ووحد السخادات على المكان الذي تركهم فيه، فأخذها وفرشها لهم وصلوا صلاة الجمعة فقال له الشيخ: أبطأت في هذه المرة فقال له: يا سيدي جرى لي كذا وكذا، وقص عليه القصة، فقال له الشيخ: هل كنت تفكرت في شيء أو أنكرت شيئا؟
قال: تفكرت في قوله تعالى: في يؤم كان مقداره خمسين ألف سنة) [المعارج:4 ا .
فقال له: يا ولدي، إن الله تعالى يبسط الزمان في حق قوم ويقبضه في حق قوع آخرين، وقد أراك الله تعالى ذلك، ثم أرسل الشيخ إلى مصر وأحضر أولاده إلى بغداده.
فهذا وأمثاله جائز ولا يمتنع على الله تعالى شيء من ذلك كله.
وهذه الحكاية وأمثالها وإن كانت غريبة في خرق العوائد وإدخال الواسع في الضيق، فلا يمتنع على قدرة الله تعالى وقوغها، وأمثال أمثال أمثالها إلى ما لا نحاية له.
وذلك لأن القدرة لا يمتنع عليها شيء، والشيئية والقدرة لا حجر عليهما، ويجب الإيمان بذلك كله، وله مثال ظافر: فإنك إذا أردت أن تقرأ القرآن بالحروف والأصوات حرفا حرفا، وقرأته على هذه الهيئة عرفت قدر الوقت الذي قرأت فيه، فإذا سنح لك في خاطرك كان كاللمحة 2 س الواحدة بالنسبة إلى ذلك الوقت، حتى حكي أن شخصا قرأ سبعين ألف ختية في اليوم الواحد، وحكايته مشهورة بالسند بمكة، شرفها الله تعالى، وهي عن الثقاة الصالحين، وتركث الكلام فيها لما نحن بصدده.
وكذلك إذا أردت أن تكتب الختمة -أعني القرآن جميعه - فأدق ما تقدر عليه أن تكتبها في ستة أيام أو سبعة مع السرعة، فإن نقشت الختمة في طابع وطبعت به على
ورقة واحدة أو غير ذلك من القابل فإنها ترسم في لمح البصر، فهذا وأمثاله كثيز وضرب المثال في إدخال الواسع في الضيق، وكالقدح من الخردل، إذا نشرته في الأرض يحتاج إلى أرض واسعة، فإذا جمعته احتمع في القدح.
وكذلك السنة من المنام، يرى النائم فيها من البلاد البعيدة والأقطار والرحاب الواسعة من الفيافي والقفار، حتى أنه يرى كل ما سمعته أذنه من حبل (ق) وغيره ما لا يقدر على الوصول إليه في مدة غمره، فيبصر ذلك في اللمحة الواحدق، وقد يتزوج ويتوالد في منامه، ويقيم المدد والسنين في اللمحة.
صفحة ١٥