============================================================
21 الوحيد في سلوك أهل التوحيد تنسى ذنبك، فرة علي وقال لئ بل التوبة أن تنسى ذنبك، فقال الجنيدة الصواب ما قال الشاب(1).
فإن ذكر الجفا مع الصفا جفا، وكك واحد منهما قال الحق غير أفما متفاوتين في درجات التائبين، فإن الذي يكون في رتبة العوام إذا زايله الخوف رجعت نفسه إلى عادها وارتكبت المحارم، فإذا كان الذنب بين عينيه والخوف ملازم لقلبه وهو يشاهد ما يواعده الله عليه، هربت نفسه من الذنوب.
وليس كذلك من كان له أنس مع الله تعالى، وترقى في درجات الكمال وشهود صفات الجمال، فإته متى اشتد خوفه قطعه عن السير إلى الله تعالى ثم رد المظالم إلى أهلها من مال وعرض ويحاسب نفسه قبل الحساب ويتخلص من غرمائه قبل يوم المآب، فإن ساعة توبته هي ساعة عرضه على الله تعالى، فلا يترك ذره إلا ويتخلص منها، قال الله تعالى: وإن كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين} [الأنبياء: 47].
وقوله تعالى: فمن يغمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يغمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 7، 8].
ولقد كان نحم الدين بن القرطبي واليا ببلاد قوص، فلما تحرد وتاب إلى الله تعالى جعل في عنقه سلبة، وقاد نفسه إلى غرمائه في البلاد والأسواق وتخلص من غرمائه وحللوه.
وبلغني أن أحد الصالحين كانت عنده إبرة فمشى إلى بلاد بعيدة حتى ردها إلى مالكهاء. فهذه وأمثالها سيان، وليس المراد استقصاء هذا الفصل في التوبة إذ الوقت يضيق بخفايا النفوس الباطنة، وما يجب على كان تائب بحسب حاله ومقامه وطوره وأفقه، وفيما ذكرناه كفاية لمن كان قصده وجه الله تعالى، الايمان بالكرامة واجب (2) وأما الإيمان بكرامات هذه الطائفة فهو لكان بالغيب وهو واحب؛ لأن الإيمان بالاسل وبما جاعوا به واحب، وقد جاءت الرسل بما وراء العقول، وقد أثنى الله تعالى (1) انظر كتابنا في الجنيد (ص8).
(2) للاستفاضة في مسألة كرامات الأولياء وما يتعلق بها، انظر كتابتاء "جمع المقال في إثبات كرامات الأولياء في الحياة وبعد الانتقال،
صفحة ١١