الفردوسي (مبتسما) :
إن شاء الله.
السلطان (وقد أدرك مغمز الشاعر) :
عفا الله عنك. إننا لمن أهل الورع والتقوى - إن شاء الله - ومن أهل الجود والكرم، فسنجزيك على ديوانك، يا أبا القاسم، خير جزاء.
الفردوسي :
جزاء الشاعر عمله، يا مولاي. ولكن هذا الشاعر، عبد الله وعبدكم، هو من أبناء الأرض، كما أنه من أبناء السماء. فقد كان أكارا قبل أن صار شاعرا. هو لذلك يحب الأرض، ويرعى حق ما يغرس ويزرع فيها. وما قسمته من أرض ربه وسلطانه غير القليل. ولكن هذا القليل عرفه بقلب الحياة الزراعية، فصار يحن إليها، ويرثي لحالها. إن طوس بلدي لفي افتقار إلى كرم الله، بل رحمته تعالى. فكثيرا ما تموت البذرة في أراضينا من الظماء، وكثيرا ما تهلك الأشجار. لأن القيظ بلاؤنا يا مولاي، وأن الجدب عدونا الأكبر. وإني واثق بالله وبمولاي الغازي المظفر أننا سنتغلب على هذا العدو.
السلطان :
الغيث والحياة بيد الله. فإن أمسك أو أرسل، فليس للإنسان غير الشكر. وهو في الحالين عاجز.
الفردوسي :
ولكن العلم، يا مولاي، يعين الإنسان في عجزه. فقد كنت منذ صباي أحلم الأحلام لإنقاذ طوس من عدوها. ولا يزال لي أمل حي مفتاحه العلم. أريد أن أبني سدا عظيما يجمع من المياه ما يكفي في أيام القيظ أرض طوس وأهلها.
صفحة غير معروفة