الوفا بأحوال المصطفى
محقق
مصطفى عبد القادر عطا
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1408هـ-1988م
مكان النشر
بيروت / لبنان
الفيل ، ويوم جبلة . | قال أبو عبيدة : أعظم آيات العرب يوم جبلة ، وكان عام ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان لعامر وعبس على ذبيان وتميم . | وقد قال الرضي : | فمن إباء الأذى خلت جماجمها | على مناصلها عبس وذبيان | 1 وفي سنة سبع من مولده أصابه رمد شديد ، فعولج بمكة فلم تغن عنه ، فقيل لعبد المطلب : إن في ناحية عكاظ راهبا يعالج العين . | فركب إليه فناداه وديره مغلق فلم يجبه ، فتزلزل به ديره حتى خاف أن يسقط عليه فخرج مبادرا . | فقال : يا عبد المطلب إن هذا الغلام نبي هذه الأمة ، ولو لم أخرج إليك لخر على ديري ، فارجع به واحفظه لا يغتاله بعض أهل الكتاب . | ثم عالجه وأعطاه ما يعالج به . | وألقى الله له المحبة في قلوب قومه وكل من يراه . | 1 وفي سنة ثمان من مولده مات عبد المطلب وكفله أبو طالب ، ومات كسرى أنو شروان وولي ابنه هرمز . | 1 وفي سنة عشر من مولده صلى الله عليه وسلم كان الفجار الأول . | فلما أتت له بضع عشرة سنة خرج في سفر مع عمه الزبير ، فمروا بواد فيه فحل من الإبل يمنع من يجتاز ، فأرادوا الانحراف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أكفيكموه ، فدخل أمام الركب ، فلما رآه البعير برك وحك الأرض بكلكلته ، فنزل عن بعيره وركبه فسار حتى جاوز الوادي ثم خلى عنه . فلما رجعوا من سفرهم مروا بواد مملوء ماء يتدفق ، فوقفوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اتبعوني . ثم اقتحمه واتبعوه فأيبس الله الماء . فلما وصلوا إلى مكة تحدثوا بذلك فقال الناس : إن لهذا الغلام لشأنا . | وكان يفرش لعبد المطلب في ظل الكعبة وبنوه يجلسون حوله ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي وهو غلام جفر فيجلس في مكانه ، فيأخذه أعمامه ليؤخروه ، فيقول : دعوا بني فوالله إن له لشأنا . | 1 وفي سنة أربع عشرة من مولده كان الفجار الآخر . | 1 وفي سنة خمس عشرة من مولده قامت سوق عكاظ . | 1 وفي سنة تسع عشرة من مولده هلك هرمز بن كسرى وولي ابنه أبرويز . | 1 وفي سنة عشرين من مولده كان حلف الفضول . | 1 وفي سنة خمس وثلاثين من مولده هدمت الكعبة وبنيت . | 1 فلما تمت له أربعون سنة نبىء فجاءه الوحي . | 1 وبعد عشرين يوما من مبعثه رميت الشياطين بالشهب . | 1 واستتر بالنبوة ثلاث سنين ثم نزل : { س 15 ش 94 ف صلى الله عليه وسلم
1649 ; صدع بما تؤمر وأعرض عن صلى الله عليه وسلم
صفحة ٩٨