351

الوفا بأحوال المصطفى

محقق

مصطفى عبد القادر عطا

الناشر

دار الكتب العلمية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

1408هـ-1988م

مكان النشر

بيروت / لبنان

عن عروة أن أسامة أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف تحته قطيفة فدكية ، وأردف وراءه أسامة ، وهو يعود سعد بن عبادة قبل وقعة بدر . | حتى مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود ، وفيهم عبد الله بن أبي ، وفي المجلس عبد الله بن رواحة . | فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه وتردى به ثم قال : لا تغبروا علينا . | فسلم ثم وقف ونزل ، فدعاهم إلى الله تعالى وقرأ عليهم القرآن ، فقال له عبد الله بن أبي : لا أحسن من هذا إذا كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجالسنا ( وارجع إلى رحلك ، فمن جاءك منا فاقصص عليه . | فقال عبد الله بن رواحة : أغشنا في مجالسنا ) فإنا نحب ذلك . | فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا أن يتواثبوا ، فم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا . | ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة فقال : أي سعد ، ألم تسمع ما قال أبو حباب ، يريد ابن أبي ، قال كذا وكذا . | قال أعف عنه يا رسول الله واصفح ، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك وإن أهل البحيرة قد اصطلحوا على أن يتوجوه ويعصبوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاكه شرق بذلك . | فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم . | أخرجاه .

صفحة ٤٢٣