وهنا نقل القلقشندي عن صاحب كتاب (التعريف) فقال:
قال في «التعريف» لا يعرف في الدنيا بركة صغيرة يستغل منها نظيرها فانها نحو مائة فدان تغل نحو مائة الف دينار (60000جنيه).
ونحن نرى أن إيراد بركة النطرون الذي ذكره صاحب كتاب التعريف مغالى فيه كثيرا. ثم رجع القلقشبدي إلى إتمام كلامه فقال:
والثاني، مكان بالخطارة من الشرقية ولا يبلغ في الجودة مبلغ البركة الأولى ولا يبلغ في المتحصل قريبا من ذلك. ا.ه.
وقال بالصفحة 311 من الجزء الثالث أيضا:
وادي مصر يكتنفه جبلان شرقا وغربا. أما الغربي منهما فانه يبتدئ من الجنادل أيضا ويمر في الشمال فيما بين بلاد الصعيد والصحراء ثم فيما بين بلاد الصعيد والواحات ثم فيما بين بلاد الصعيد والفيوم حتى ينتهي إلى مقابل الفسطاط. وهناك موقع الهرمين العظيمين المقدم ذكرهما على القرب من بوصير ثم ينعطف ويأخذ غربا بشمال فيما بين بلاد ريف الوجه البحري والبرية حتى يجاوز بركة النطرون ويمضي إلى قريب من الاسكندرية. ا.ه.
وقال المقريزي المتوفى سنة 845ه (1441م) في خططه ج 1 ص 186 طبعة بولاق:
وادي هبيب بالجانب الغربي من أرض مصر فيما بين مريوط والفيوم - إلى أن قال - وهو كثير الفوائد فيه النطرون ويتحصل منه مال كثير وفيه الملح الاندراني والملح السلطاني وهو علي هيئة ألواح الرخام. وفيه الوكت والكحل الأسود ومعمل الزجاج. وفيه الماسكة وهو طين أصفر في داخل حجر أسود يحك في الماء ويشرب لوجع المعدة. وفيه البردي لعمل الحصر. وفيه عين الغراب وهو ماء في هيئة البركة وطولها نحو خمسة عشر ذراعا في عرض خمسة أذرع في مغار بالجبل لا يعلم من أين يأتي ولا إلى أين يذهب وهو حلو رائق. ا.ه
وقال في الصفحة 109 من الجزء السابق:
وأما النطرون فيوجد في البر الغربي من أرض مصر بناحية الطرانة. وهو أحمر وأخضر ويوجد منه بالفاقوسية شيء دون ما يوجد في الطرانة وهو أيضا مما حظر عليه ابن مدبر من الأشياء التي كانت مباحة وجعله في ديوان السلطان. ا.ه.
صفحة غير معروفة