8-2 (أ)). وهذا يعني أن ثمة نمط تداخل لا يزال، بطريقة أو بأخرى، في طور الإنشاء على الرغم من عدم وجود تداخل فعلي يمكننا اكتشافه بين الفوتونات الفردية؛ وفقا للفيزياء الكلاسيكية. يبدو الأمر كما لو أن كل فوتون، على غرار الموجة، قد مر عبر كلا الشقين في وقت واحد.
ولكن إذا أجري قياس عند الشقين لتحديد أي منهما يمر عبره كل فوتون على حدة، حينئذ تتصرف الفوتونات كجسيمات، وتمر عبر شق أو آخر وتشكل شريطين متوازيين على الشاشة (كما يتوقع أن تفعل الجسيمات) وليس نمط التداخل (الشكل
8-2 (ب)).
شكل 8-2: تجارب الشق المزدوج.
تخبرنا هذه التجربة أن سلوك الضوء يختلف بناء على ما إذا كان يخضع للقياس أم لا. فدون إجراء قياس، يتصرف الضوء كموجة؛ وعندما يقاس، فإنه يأخذ خصائص الجسيمات الفردية. زعم البعض أن الضوء لكي يسلك سلوك الجسيمات، لا يتطلب الأمر إجراء قياس فحسب، وإنما يجب أن يكون هناك ملاحظة واعية لذلك القياس. لست واثقة من مدى قدرة أي شخص على التأكيد بشكل قاطع أن الوعي متورط في غرابة تجربة الشق المزدوج، وهنا أنضم للإجماع الساحق بين العلماء، بمن فيهم ويلر على أن الفوتونات توجد في عدة حالات محتملة في وقت واحد إلى أن تتفاعل مع «شيء ما»، لكن هذا الشيء ليس بالضرورة أن يكون شيئا واعيا. (كان هذا سيتغير، بالطبع، لو كنا اكتشفنا أن الوعي أساسي للمادة؛ لأن الوعي حينئذ كان سيرتبط بكل قياس، بحكم طبيعته.)
وكما لو أن هذه النتائج لم تكن غريبة بما فيه الكفاية، أدخل ويلر عنصر الزمن وتوقع أنه حتى لو أجرينا مثل هذا القياس «بعد» مرور الفوتون عبر أحد الشقين، لظللنا نحصل على النتيجة نفسها، ما يدفع الفوتون إلى أن يسلك سلوك الجسيم «بأثر رجعي».
3
بمعنى آخر، لقد توقع أن إجراء قياس في الوقت الحاضر كان سيؤثر على الماضي على نحو غامض. هذه هي تجربة الاختيار المتأخر، وقد أجريت أخيرا في عام 2007، وتأكد تنبؤ ويلر.
4
اقترح ويلر أيضا تجربة فكرية ذات صلة تخيل فيها قياس فوتون واحد من الضوء المنبعث من شبيه نجم (كوازار) على بعد مليارات من السنوات الضوئية، بحيث يمر هذا الفوتون بثقب أسود في طريقه إلى تلسكوب على الأرض. وكما هو الحال في تجربة الشق المزدوج، سينقسم الضوء بواسطة تأثير الجاذبية للثقب الأسود، مما يتسبب في الظاهرة المعروفة باسم الأثر العدسي الثقالي؛ وهي وهم بصري نرى فيه صورا متعددة من مصدر واحد، مثل شبيه النجم. في مقابلة مع الكاتب روب ريد، يشرح دونالد هوفمان، وهو عالم معرفي في جامعة كاليفورنيا بمدينة إرفين، ما الذي سيحدث إذا قمنا بقياس فوتون واحد في تجربة ويلر الافتراضية الكونية:
صفحة غير معروفة