378

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

الناشر

دار العفاني

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

جَيْفرًا، وبَلَغ لَقِيطَ بنَ مالكٍ مَجيءُ الجيش، فخَرَج في جُموعِه، فعَسْكَرَ بمكانٍ يُقال له "دبا" -وهي مِصر تلك البلاد وسوقها العظمى-، وجَعل الذراريَّ والأموالَ وراءَ ظهورهم -ليكونَ أقوى لحربهم-، واجتمع جيفرٌ وعبَّادٌ بمكانٍ يقال له: "صَحَار"، فعَسكرا به، وبَعَث إلى أُمراءِ الصِّديق، فقَدِموا على المسلمين، فتقابَلَ الجيشانِ هنالك، وتقاتَلوا قتالًا شديدًا، وابتُلِي المؤمنون، وكادوا أن يُوَلُّوا، فمَنَّ الله بكَرمِه ولُطفِه أنْ بَعَثَ إليهم مَددًا في الساعةِ الراهنةِ من "بني ناجِية" و"عبد القَيس" في جماعةٍ من الأُمراء، فلمَّا وَصَلوا إليهم كان الفتحُ والنصر، فوَلَّى المشركون مُدبِرِين، ورَكِب المسلمون ظهورَهم، فقتلوا منهم عشرةَ آلافِ مقاتل، وسَبَوْا الذراريَّ، وأَخذوا الأموالَ والسوق بحذافيرها، وبَعَثوا بالخُمُسِ إلى الصِّديق ﵁ مع أحدِ الأمراء -وهو عَرفجةُ-، ثم رَجَع إلى أصحابه (^١).
* * *

(^١) المصدر السابق (٦/ ٣٣٤ - ٣٣٥).

1 / 386