220

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

الناشر

دار العفاني

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ﴾: فلْيَدْعُ أبو جهل أهل مَجلسه وأنصارَهِ من عشيرته وقومه. والنادي (^١): هو المجلس .. قال ابن عباس: "فليدع ناصِرَه". ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾ (^٢): قال قتادة ومجاهد: "الملائكة"، والمراد ملائكة العذاب. ° "وهذه الآية معجزةٌ خاصةٌ من معجزات القرآن، فإنه تحدَّى أبا جهل بهذا، وقد سمع أبو جهل القرآنَ وسَمِعه أنصارُه، فلم يُقدِمْ أحدٌ منهم على السَّطْوِ على الرسول ﷺ، مع أن الكلامَ يُلهِبُ حَمِيَّته" (^٣). ﴿كَلاَّ لا تطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾: يقول تعالى ذِكرُه: "ليس الأمرُ كما يقول أبو جهل، إذ يَنهى محمدًا

(^١) قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في تفسيره "التحرير والتنوير" (٣٠/ ٤٥١): "النادي: اسم للمكان الذي يجتمع فيه القوم، يُقال: نَدَا القومُ نَدْوًا، إذا اجتمعوا. والنَّدْوة: الجماعة. ويقال: نادٍ ونَدِيّ، ولا يُطلق هذا الاسمُ على المكان إلاَّ إذا كان القوم مجتمعين فيه، فإذا تفرَّقوا عنه فليس بنادٍ، وُيقال: "النادي" لمجلس القوم نهارًا، فأما مجلسهم في الليل فيسمى: "المسامر"، قال تعالى: ﴿سَامرًا تَهجرون﴾. ويطلق النادي على الذين ينتدون فيه. يقال: إني لأكثر أهل هذا الوادي ناديًا: أي ناسَا يجلسون إلي، يريد أنه رئيس يصمد إليه". (^٢) الزَّبانية: بفتح الزاي جمع زَباني: بفتح الزاي وبتحتية مشدَّدة، أو جمع زِبْنِية بكسر الزاي فسكون، أو جَمع زِبْنِي، وقِيل: هو اسم جمع لا واحد له من لفظه مثل أبابيل وعَبَاديد. وهذا الاسم مشتق من الزَّبن: وهو الدفع بشدة، يُقال: ناقة زبُون: إذا كانت تركُل من يحلِبُها، وحرب زبون يدفع بعضها بعضًا بتكرر القتال. (^٣) "تفسير التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور (٣٠/ ٤٥٢).

1 / 227