218

وا محمداه إن شانئك هو الأبتر

الناشر

دار العفاني

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

مكان النشر

مصر

تصانيف

° ولفظ الترمذي: "كان النبي- ﷺ يُصلِّي، فجاء أبو جهل، فقال: ألمْ أنْهَكَ عن هذا؟! ألم أَنْهَك عن هذا؟! فانصرف النبي- ﷺ -فزَبَره (^١)، فقال أبو جهل: إنك لَتعلمُ ما بها نادٍ أكثرُ منِّي!! فأنزل الله ﵎: ﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾، قال ابن عباس: لو دعا ناديَه لأخذته زبانيةُ الله". ° قال ابن جرير الطبري: "يُعَجِّبُ جَل ثناؤه نبيَّه والمؤمنين من جهل أبي جهل، وجَرَاءَتهِ على ربِّه، في نهيه محمَّدًا عن الصلاة لربِّه، وهو مَعَ أياديه عندَه مكذّبٌ بَه". ° قال قتادة: "وكان يُقال: لِكُلِّ أمةٍ فرعون، وفرعونُ هذه الأمَّة أبو جهل" (^٢). صورةٌ مستنكَرة لطاغٍ لئيم، أرأيتَ هذا الأمرَ الشنيعَ العجيبَ؟! ﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾؟! أرأيت حين تُضَمُّ شناعة إلى شناعة؟ وتُضَاف بشاعةٌ إلى بشاعة؟ أرأيتَ إن كان هذا الذي يُصلي ويتعرَّضُ له مَن ينهاه عن صلاته .. إنْ كان على الهُدى أوْ أمر بالتقوى؟ ثم ينهاه مَن ينهاه، مع أنه على الهدى، آمِرٌ بالتقوى؟. ° قال الطبري: "أرأيت ﴿إِن كَانَ﴾ محمدٌ ﴿عَلَى الْهُدَى﴾، يعني: على استقامةٍ وسَدادٍ في صلاته لربه!! ﴿أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴾: أوْ أَمر محمدٌ هذا الذي ينهى عن الصلاة باتقاء الله وخوف عقابه.

(^١) زبره: أي نَهَر النبي ﷺ أبا جهل. (^٢) "تفسير الطبري" (٢٤/ ٥٣٣، ٥٣٤).

1 / 225