شهادته ﵁
كان مشهد قتل عثمان مشهدًا مزريًا جدًا ومشهدًا مروعًا، حبس عنه الماء وهو الذي أروى المسلمين حينما عز الماء، انظروا لعل الله جل وعلا أراد أن يوفيه جزاءه جزاءً موفورًا يوم القيامة؛ لأنه لما ذهب النبي ﷺ إلى المدينة ما كان هناك سقيا الماء إلا من بئر رومة، وقد تحكم فيها اليهودي الملعون، فـ عثمان بن عفان ذهب يساوم الرجل وأعطاه وكساه من المال وكان خبيثًا ماكرًا فقال: لا أعطيك بئر رومة كلها، لكن هي لك في يوم ولي في يوم، فكان في يومه يحجب الماء عن المسلمين، فجاء عثمان في يومه فتركها سبيلًا للمسلمين، فكانوا يأخذون يوم عثمان فلم يبق ماء في يوم اليهودي، فعلم اليهودي أنه لا مربح له بعد ذلك، فعرض على عثمان أن يشتري يومه، فاشترى يومه وتركها في سبيل الله، ومع ذلك حاصر هؤلاء الظلمة عثمان ومنعوه الماء حتى مات عطشًا، ولم يكتفوا بذلك بل دخلوا عليه وقتلوه شر قتلة، فرضي الله عنه وأرضاه، وهو من السابقين والعشرة المبشرين بالجنة.
نتمنى أن يمتع الله أعيننا بالنظر إلى وجوههم، ويجعلنا معهم مع النبي ﷺ في الفردوس الأعلى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
6 / 5