فضائل الصيام وقيام صلاة التراويح
الناشر
مطبعة سفير
مكان النشر
الرياض
تصانيف
وأحللتُ الحلال، وحرمتُ الحرام (١) ولم أزد على ذلك شيئًا، أأدخلُ الجنة؟ فقال النبي ﷺ: «نعم»، قال: والله لا أزيد على ذلك شيئًا (٢).
وهذا الحديث يدل على أن من اقتصر على فعل الواجبات التي أوجب الله تعالى عليه، وانتهى عن جميع ما حرم الله عليه دخل الجنة، لكن من ترك التطوعات ولم يعمل منها شيئًا، فقد فوَّت على نفسه ربحًا عظيمًا وثوابًا جسيمًا، ومن دوام على ترك شيء من السنن كان ذلك نقصًا في دينه، وقدحًا في عدالته (٣)، وأما قول هذا الرجل: «ولم أزد على ذلك شيئًا»، فيحمل على أن فعل
_________
(١) وحرمت الحرام: الظاهر أنه أراد به أمرين: أن يعتقده حرامًا، وأن لا يفعله، بخلاف تحليل الحلال؛ فإنه يكفي فيه مجرد اعتقاده حلالًا. [شرح النووي على صحيح مسلم، ١/ ٢٨٩].
(٢) مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، وأن من تمسك بما أمر به دخل الجنة، برقم ١٥.
(٣). انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، ١/ ١٦٦.
1 / 50