فضائل مصر وأخبارها وخواصها
محقق
د علي محمد عمر
الناشر
مكتبة الخانجي
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
مكان النشر
القاهرة
تصانيف
والقلب، ولم يخرج فرعون معه من زاد على الأربعين في السن ولا دون العشرين.
وأمر بشاة أن تسلخ، وقال: لا يفرغ منها حتى تحضروني خمسمائة ألف، فلم يفرغ منها حتى أحضروه ذلك أجمع (^١).
وكان في عسكره سبعون ألف فرس لونا واحدا. وقيل إنه ملك بمصر خمسمائة ألف سنة.
واختلف فيه، فقيل: كان من العماليق، وقيل: كان من القبط، ويكنى أبا مرة، وهو الوليد بن مصعب، وهو أول من خضب بالسواد لما شاب، دله عليه إبليس، ولعظم شأنه وعتوه ذكره الله ﵎ في خمس وعشرين سورة من القرآن.
وقد ذكرنا ما قالت عائشة، وغرَّقه الله ﷿ في اليم (^٢) بقضية [قضاها] على نفسه، وقد شرحتها في التاريخ الكبير (^٣).
ومن الفراعنة الذين خربوا الدنيا وغلبوا على مصر: بخت نصر، وهو من قرية من قرى بابل يقال لها: هو. دخل مصر في ستمائة ألف ما بين فارس وراجل، راكبا على فرس يشبه الأسد، وورد أنه كان متقلدًا سيفًا طوله عشرة أشبار وعرضه شبر، أخضر النصل (^٤) كالسلق ينحدر منه شبه ماء السِّدر (^٥)، وغمده من ذهب مرصَّع بالجوهر والياقوت الأحمر، مكتوب عليه كلام بالعجمي تفسيره بالعربي هذه الأبيات:
وأنت إن لم ترجُ أو تَتَّقِ … كالميت محمولا على نعشه
لا تنجش (^٦) … الشر فتصلى به
فقلَّ مَن يسلم من نجشه
_________
(^١) المصدر السابق ص ٩١ نقلا عن ابن زولاق.
(^٢) اليم: البحر.
(^٣) المصدر السابق وما بين حاصرتين منه.
(^٤) النصل: الحد.
(^٥) السدر: النبق.
(^٦) نجش الشر: استثاره واستخرجه.
1 / 22