63

آراء الصاوي في العقيدة والسلوك

الناشر

مكتبة النافذة

رقم الإصدار

(بدون)

مكان النشر

الجيزة - جمهورية مصر العربية

تصانيف

وكلامه يقتضى أن الهدى كان موجودًا عندهم ثم دفعوه وأخذوا الضلالة، وهو كذلك، لقوله ﷺ: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كمثل البهيمة تنتج البهيمة، هل ترى فيها جدعاء) (١) " (٢) وهذا نموذج يدل على استدلال الصاوى بالحديث الصحيح وابتدائه بما يدل على ذلك. ومن أمثلة استدلاله بالحديث الضعيف، ما ذكره في فضل سورة الإخلاص، حيث يقول: "قال ﷺ: (من أراد أن ينام على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ: سورة الصمد مائة مرة، فإذا كان يوم القيامة يقول له الرب ﷿: يا عبدى أدخل بيمينك الجنة) (٣) " (٤) وهذا الحديث ضعيف؛ لأن في رجاله حاتم بن ميمون الكلابى، فقد قال عنه ابن حجر: "ضعيف، من الثامنة" (٥) كما يكثر استدلاله بالأخبار الإسرائيلية، والآثار الغريبة دون أن يذكر لها مرجعًا، ومن ذلك ما ذكره في أول سورة الأنعام بيانًا لفضلها، يقول: "ورد أنها فاتحة التوراة، وخاتمتها قبل آخر هود، وقبل آخر الإسراء" (٦). وكان هذا الأثر من جملة الآثار الضعيفة، فقد أخرجه الطبري في تفسيره عن كعب بن الأحبار، وفى سنده: سفيان بن وكيع بن الجراح: ذكر علماء الجرح في ترجمته أنه كان صدوقًا، إلا أنه ابتلى بوراقة فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل فسقط حديثه. (٧)

(١) أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب الجنائز - باب ما قيل في أولاد المشركين، رقم الحديث: ١٣٨٥. (٢) حاشية الصاوى: (١/ ١١). (٣) أخرجه الترمذي: كتاب فضائل القرآن - باب ما جاء في سورة الإخلاص: (٥/ ١٦٨)، رقم الحديث: ٢٨٩٨. (٤) الحاشية: (٤/ ٣٤٦). (٥) تقريب التهذيب: ٢٠٨، ترجمة رقم: ١٠٠٧. (٦) الحاشية: (٢/ ٢). (٧) تقريب التهذيب، لابن حجر: ٣٩٥، ترجمة رقم: ٢٤٦٩ وميزان الاعتدال: (٢/ ٣٦٣)، ترجمة رقم: ٣٣٣٤.

1 / 63