آراء الصاوي في العقيدة والسلوك
الناشر
مكتبة النافذة
رقم الإصدار
(بدون)
مكان النشر
الجيزة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
ولما كان طريق التصوف باتباع الشيخ هو المسلك المعروف لترقيق القلوب في ذلك الوقت، فقد سار الصاوى على نهج شيخه الدردير في انتهاج طريقة الصوفية، وقد تعمق بها الصاوي حتى تم له وضع شرح على كتاب الدردير، هو أشبه ما يكون بخلاصة مركزة لعلوم التصوف؛ حيث وضح فيه المقامات والآداب، وعمد إلى تأصيلها من جهة العلوم الشرعية، وقد نقل في ذلك الكثير من أقوال أئمة التصوف، حتى الغلاة منهم، مما يشير إلى سعة اطلاعه في كتب القوم، ولكنه كان ينهج منهج المتأخرين من الأشاعرة في تأويل كلام أولئك الغلاة وحمله على محمل معتدل.
ولميله الشديد نحو المتصوفة ومحبته لهم؛ حيث يبعد ذكر واحد من كبارهم دون أن يعقبه بالترضى عنهم، فقد يقع في نوع من الغموض والتحيير، كما هو حال من وقع في الابتداع والخروج عن منهج السلف - رضوان الله عليهم -. وللحديث تتمة في المبحث القادم بإذن الله.
وكما تم له التمكن في العلوم الشرعية، كان له ذلك أيضًا في علوم الآلة، فقد برع في علم النحو، وعلم البلاغة والبيان، وتعد حاشيته على التفسير برهانًا يشهد له بهذه البراعة والتمكن، فالمتأمل لشروحاته على الآيات يلحظ هذا بوضوح، ولعلى أنقل بعض تلك النصوص في حديثى عن هذه الحاشية مفصلة القول، وذلك لأهميتها العلمية بين طلبة العلم.
وكان له في علم اللغة حواشى وضعها على بعض كتب الدردير.
وحتى يتم الحديث في حياة الصاوى العلمية؛ يحسن تناول أشهر مؤلفاته العلمية، بنوع من العرض والتحليل، كى يتسنى لنا الإحاطة الكافية لإدراك المكانة العلمية التي حازها الصاوى من جهة ما قدم من مؤلفات.
* * *
مؤلفاته:
تعددت مؤلفات الصاوى، كما تعددت الفنون التي برع فيها، فقد فاق أقرانه
1 / 59