167

آراء القرطبي والمازري الاعتقادية

الناشر

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الطبعة الأولى

سنة النشر

١٤٢٧ هـ

مكان النشر

مكة المكرمة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

"وقد كان من مضى من السلف يكرهون الخوض في هذا وما أشبهه، وقد كانوا رُزِقُوا العافية منهم، وابتُلِيْنَا بهم عند دروس الإسلام، وذهاب العلماء، فلم نجد بُدًّا من أن نرد عليهم ما أتوا به من الباطلِ بالحق" (^١).
وقال ابن تيمية: "فكل من لم يناظر أهل الإلحاد والبدع مناظرة تقطع دابرهم، لم يكن أعطى الإسلام حقه" (^٢).
وكذلك ينبغي أن يُعلم أن الذين خاضوا في علم الكلام، وأخذوا بأقوال المتكلمين ليسوا على درجة واحدة، ولا يلحق الذم المذكور عن السلف جميع هؤلاء، بل هم درجات وبعضهم أقرب إلى السنة من بعض، إذ منهم من تابع أهل الكلام، وانخدع بأقوالهم، لعدم معرفته بالحق في بعض المسائل، مع تعظيمه لنصوص الشرع، ونصرته للحق، فهذا لا يقارن بمن حرَّف الكلِمَ عن مواضعه، وأصَّل أصولًا من عقله، وجعلها حاكمًا على شرع الله" (^٣).

(^١) الرد على الجهمية للدارمي ص (٢٣).
(^٢) درء تعارض العقل والنقل (١/ ٣٥٧).
(^٣) انظر: النبوات ص (١٥٩)، الاستقامة (١/ ٣٧)، درء التعارض (٢/ ٣١٥، ٧/ ٩٨) وكلها لابن تيمية.

1 / 186