الانتصار للسلف الأخيار
الناشر
الرواد للإعلام والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م
مكان النشر
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع - مصر
تصانيف
بل إن صنيع المحدثين يدل على خلاف ذلك؛ فإن المحدثين يقبلون خبر الآحاد في العقيدة والأحكام، والحسن من جملة أخبار الآحاد، وإثبات الأسماء الحسنى من العقيدة، فعلى ذلك فالمحدثون يقبلون الحديث الحسن في إثبات الأسماء الحسنى.
• فهذا الإمام المنذري ﵀ في «مختصر سنن أبي داود» (٢/ ١٦٧ - دعاس) نقل عن شيخه الحافظ أبي الحسن المقدسي ﵀ أنه قال في حديث بُريدة: أن رسول الله ﷺ سمع رجلًا يقول: اللهم إني أسألك أني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا احد. فقال ﷺ: «لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سُئل به أعطى وإذا دُعي به أجاب». قال الحافظ المقدسي في هذا الحديث: «وهو إسناد لا مطعن فيه، ولا أعلم أنه رُوِي في هذا الباب حديث أجود إسنادًا منه، وهو يدل على بطلان مذهب من ذهب إلى نفي القول بأن لله تعالى اسمًا هو الاسم الأعظم، وهو حديث حسن» اهـ.
قلت: فقد أثبت هذا الإمام أن لله اسمًا هو الاسم الأعظم بهذا الحديث الحسن عنده.
• وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ في «مجموع الفتاوى» (٢٢/ ٤٨٤) قد أثبت اسم الله «النظيف» معتمدًا على حديث «إن الله نظيف يحب النظافة» (١). وهو حديث حسَّنه العلامة الألباني في «المشكاة»
_________
(١) وكذلك الإمام الإقليشي في «الإنباء في شرح الصفات والأسماء» (ق: ٧/ أ- مخطوط) قد عدَّ «النظيف» من الأسماء الحسنى معتمدًا على هذا الحديث.
1 / 61