الانتصار للسلف الأخيار

محمد محب الدين أبو زيد ت. غير معلوم
32

الانتصار للسلف الأخيار

الناشر

الرواد للإعلام والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع - مصر

تصانيف

قلت: يتبين من كلام هؤلاء الأئمة ﵏: أنه لا يمكن لأحد أن يحيط علما بكل نصوص السنة النبوية مهما بلغت درجته في العلم والحفظ (١)، واعتبر ذلك بالإمام أحمد ﵀ فإنه مع عظيم علمه وحفظه لما يقرب من «مليون» حديث - كما ذكرت آنفا - قد خفيت عليه أشياء من السنة. قال الإمام ابن الجوزي في «تلبيس إبليس» (ص: ٤٦١): «وقد روينا عن الإمام أحمد بن حنبل - مع كونه طاف الشرق والغرب في طلب الحديث - أنه قال لابنه: ما كتبتَ عن فلان؟ فذكر له أن النبي ﵊ كان يخرج يوم العيد من طريق ويرجع من أخرى. فقال الإمام أحمد بن حنبل: إنا لله، سنة من سنن رسول الله لم تبلغني. وهذا قوله مع إكثاره وجمعه» اهـ. فإن ادعى الدكتور أنه توفر لديه «موسوعات إلكترونية» ولم يتوفر ذلك لأئمة المسلمين المتقدمين فإحاطته بالسنة أوسع من إحاطتهم! ! قلت: إن الموسوعات الإلكترونية التي اعتمد عليها الدكتور تحتوي على عشرات الآلاف من الأحاديث، كما ذكر ذلك الدكتور نفسه (ص: ١٤) ونقلته فيما سبق. والأئمة كانو يحفظون أضعاف أضعاف هذا العدد، فإحاطتهم بالسنة أوسع من إحاطة الدكتور بلا شك.

(١) إنَّ أخشى ما أخشاه أن يقول الدكتور أو أحد أتباعه: إن هؤلاء الأئمة قد قالوا هذا الكلام؛ لأنه لم يكن عندهم «كمبيوتر»! !

1 / 32