الانتصار للسلف الأخيار

محمد محب الدين أبو زيد ت. غير معلوم
19

الانتصار للسلف الأخيار

الناشر

الرواد للإعلام والنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

مكان النشر

المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع - مصر

تصانيف

وقال الإمام الشاطبي في «الموافقات» (٣/ ٥٦): «فالحذر الحذر من مخالفة الأولين. فلو كان ثَمَّ فضل ما، لكان الأولون أحق به. والله المستعان» اهـ. فيجب علينا - وعلى الدكتور كذلك - أن نتواضع لعلم السلف الصالح وأن نقر لهم بالسبق في كل باب من أبواب الدين. كان الإمام أبو عمرو بن العلاء يقول: «ما نحن فيمن مضى إلا كبَقْل (١) في أصول نخلٍ طُوال» (٢). وأبو عمرو هذا تابعي ثقة جليل أحد الأئمة القراء السبعة، وهو يقول هذا في مشايخه من الصحابة والتابعين، فماذا نقول نحن؟ ! هل نقول: إنهم رجال ونحن رجال؟ ! أم نقول: إنهم لم يستطيعوا إحصاء الأسماء التسعة والتسعين لعدم توفر الحاسب الآلي لديهم؟ ! كلا والله، بل نقول كما قال الإمام أبو عمرو بن العلاء نقول: «ما نحن فيمن مضى إلا كقطرة في بحر خضم». قال الإمام الشافعي في «الرسالة البغدادية» (٣): «وقد أثنى الله ﵎ على أصحاب رسول الله ﷺ في القرآن والتوراة والإنجيل، وسبق لهم على لسان رسول الله ﷺ من الفضل

(١) البقل: نبات عشبي يغتذي الإنسان منه مثل الفجل والجرجير. (٢) كما في ترجمته من «تاريخ دمشق» (٦٧/ ١١٣). (٣) كما في «أعلام الموقعين» (١/ ٧٩)، وانظر كلام الإمام ابن القيم بعده فإنه مهم.

1 / 19