143

عيون المسائل والجوابات

تصانيف

============================================================

الفن الخامس: من كماب عيون المسائل والجوابات قيل لهم: أليس كيف دارت القضية، فإنه لو زال لم يلحق اللوم العذاب، ولم يهتد الإنسان لكثير من الشر.

فإذا قالوا: بلى ولا بد من ذلك قيل لهم: فإذا كان العقل شريفا فاضلا لا عيب فيه للعلة التي ذكرتم، فكذلك التبليغ والتكليف، لأنه وإن كان الإنسان لا يكفر ولا يستحق النار إلا مع وجودهما فإنهما لم يدخلا في الكفر والمعصية، ولم يحملا عليهما، بل فيهما أشد الزجر والنهي عن ذلك. ولو شاء المكلف لأطاع واستحق الخلود في النعيم كما استحقه غيره ممن هو في مثل حاله، لا فرق بينه وبينه في القدرة والتمكين، وفيهما مع ذلك الوصول إلى المعرفة والعقل؛ لأنهما لا يكونان إلا مع التبليغ وفي تكليف الرياسة في الدنيا، والوصول إلى النعيم في الآخرة.

جوات آخو: ويقال لهم: إن التعريض لنيل الثواب الدائم، والأمر بمعرفة المنعم وشكره، ولزوم العدل والحكمة، وترك الجؤر والسفه حسن جميل في العقل.

كما أن التعريض للعطب والأمر بالخبط والجور والسفه قبيخ فاسد، فنبه! فلو كان معصية المأمور ومصيرة في اختياره إلى استحقاق العقاب، وعلم العالم بما يصير إليه من العطب والهلاك بترك(1) التعريض للخير والأمر به، فجعله قبيحا فاسدا لكان طاعة المأمور ومصيرة من اختياره(2) إلى استحقاق المدح من العقلاء والحكماء وحسن الجزاء، وعلم الآمر بما أوصل(3) إليه ألما وزمن (1) في الأصل: تالفة ولعلها تكون كما قدرنا.

(2) في الأصل: غير واضحة ولعلها تكون كما قدرتا.

(3) في الأصل تالفة ولعلها تكون ما قدرنا.

صفحة ٦٤٧