أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة
الناشر
دار الصميعي
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
وإن ١ هذه المعاني التي وصف الله ﷿ بها نفسه، ووصفه بها رسول ﷺ لا تُدرَك ٢ حقيقتها ٣ تلك بالفكر والدراية ٤، ولا يكفر بجهلها أحد إلا بعد انتهاء الخبر إليه به، وإن ٥ كان الوارد بذلك خبرا يقوم في الفهم مقام المشهادة في السَّماع؛ "وجبت الدينونة" ٦ على سامعه بحقيقته والشهادة عليه، كما عاين وسمع وسمع من رسول الله ﷺ، ولكن نثبت ٧ هذه الصفات، وننفي ٨ التشبيه كما نفى ذلك عن نفسه تعالى ذكره فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ "سورة الشورى: الآية١١" ... " ٩ آخر الاعتقاد.
"ب" قوله في القدر:
١- أخرج البيهقي عن الربيع بن سليمان، قال: سئل الشافعي عن القدر، فقال:
ما شئتَ كان وإن لم أشأ ... وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت ... ففي العلم يجري الفتى والمسنُ
١ في الطبقات: "فإن". ٢ في الطبقات: "مما لا يدرك". ٣ في الطبقات: "حقيقته". ٤ في الطبقات: "والروية". ٥ في الطبقات: "فإن كان". ٦ ما بين القوسين مثبت من الطبقات. ٧ في الطبقات: "يثبت". ٨ في الطبقات: "وينفى". ٩ نقل هذا الاعتقاد من نسخة مصورة من أصل خطي محفوظ في المكتبة المركزية بجامعة ليدن بهولندا.
1 / 39