أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

محمد بن عبد الرحمن الخميس ت. غير معلوم
19

أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

الناشر

دار الصميعي

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ممَّ خلق؟ قلت: لاَ، قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقه؟ ثم سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها، ففرَّعها على أربعة أوجه، فلم أصب في شيء منه، فقال: شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات؛ تدع علمه وتتكلف علم الخالق إذا هجس في ضميرك ذلك. فارجع إلى قول الله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ﴾ "سورة البقرة: الآيتان ١٦٣-١٦٤". فاستدل بالمخلوق على الخالق، ولا تتكلف على ما لم يبلغه عقلك" ١. ٤- وأخرج ابن عبد البر، عن يونس بن عبد الأعلى ٢، قال: "سمعت الشافعي يقول: إذا سمعت الرجل يقول الاسم غير المسمى، أو الشيء غير الشيء، فاشهد عليه بالزندقة" ٣. ٥- وقال الشافعي في كتابه الرسالة: "والحمد لله ... الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه" ٤. ٦- وأورد الذهبي في السير عن الشافعي أنه قال: "نثبت هذه الصفات التي جاء بها القرآن، ووردت بها السنة، وننفي التشبيه عنه، كما نفى عن نفسه، فقال: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ "سورة الشورى: الآية١١" ٥.

١ سير أعلام النبلاء ١٠/٣١. ٢ هو يونس بن عبد الأعلى بن ميسرة الصدفي المصري قال عنه ابن حجر: "ثقة من صغار العاشرة مات سنة ٢٦٤هـ"؛ تقريب التهذيب ٢/٣٨٥، وانظر ترجمته في شذرات الذهب ٢/١٤٩؛ وطبقات الشافعية لابن هداية الله ص٢٨. ٣ الانتقاء ص٧٩؛ ومجموع الفتاوى ٦/١٨٧. ٤ الرسالة ص٧، ٨.. ٥ السير ٢٠/٣٤١.

1 / 34