175

أصول الدين عند الإمام أبي حنيفة

الناشر

دار الصميعي

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

٧- المشبهة
التشبيه في اللغة دلالة على مشاركة أمر آخر في معنى، فالأمر الأول هو المشبه والثاني هو المشبه به وذلك المعنى هو وجه الشبه ١.
والمشبهة: هم قوم يشبهون الله تعالى بالمخلوقات ويمثلونه بالمحدثات ٢، وقاسوا صفات الخالق على ما ألفوه وشاهدوه من صفات المخلوقين. ومن الذين قالوا في التشبيه في الإسلام واشتهروا به مقاتل بن سليمان ٣ الذي بالغ في إثبات الصفات لله ﷿ حتى قال بالتجسيم. ولعل السبب في غلوه في إثبات الصفات هو غلو جهم بن صفوان في إنكار صفات الله ﷿. قال الذهبي: "وظهر بخراسان الجهم بن صفوان ودعا إلى تعطيل صفات الرب ﷿ وخلق القرآن، وظهر بخراسان في قبالته مقاتل بن سليمان المفسر وبالغ في إثبات الصفات حتى جسم" ٤.
ونقل عنه الأشعري في المقالات أنه كان يقول: "إن الله جسم وإن له جمّة وأنه على صورة إنسان من لحم ودم وشعر وعظم له جوارح وأعضاء

١ التعريفات للجرجاني ص٥٨.
٢ التعريفات للجرجاني ص٢١٦.
٣ هو مقاتل بن سليمان بن بشر الخراساني أبو الحسن البلخي نزيل مرو قال عنه ابن حجر: "كذبوه وهجروه ورمي بالتجسيم" وقال ابن حبان: "كان يأخذ عن اليهود والنصارى من علم القرآن الذي يوافق كبتهم وكان يشبه الرب بالمخلوقين وكان يكذب مع ذلك في الحديث" مات سنة ١٥٠هـ، انظر كتاب المجروحين ٣/١٤، وتقريب التهذيب ٢/٢٧٢، وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال ٤/١٧٣، وتهذيب التهذيب ١٠/٢٧٩.
٤ تذكرة الحفاظ ٥٩-١٦٠.

1 / 195