يجب على المعلم أن يروض تلاميذه على العمل في حينة، فإن التسويف عادة سيئة، وقد تؤدي إلى حبوط كان في وسعه تجنبه.
سادسا:
يقول المثل إن المزاولة تؤدي إلى الكمال في تربية العادات كما هو الحال في سواها؛ ولذلك يجب أن تبقى قوة تكون العادات في الطفل في حركة دائمة حتى يصل إلى الكمال فلا ييأس المعلم من إصلاح الطفل؛ لأن التكرار يؤدي بالضرورة إلى تكون العادات من حيث إنها مصادر صعوبة.
قد تكون العادات مصدر مشقة وصعوبة بسبب تكونها في الطفل قبل دخوله المدرسة: (1)
أما أن يكون الطفل قد أشربت نفسه عادات سيئة فهذه يمكن استئصالها بسهولة؛ لأنها لا تكون يومئذ قد رسخت رسوخا تاما. (2)
وأما أن تكون العادات الحسنة قد تكونت نصف تكون. وهذا من شأنه أن يؤدي بالطفل إلى التراخي والتسويف والاستهانة بالأمور؛ ولذلك يجب أن يحمل الطفل على أداء الأمر في حينه، وأن يكون متهيئا للعمل في كل حين ويصر على ذلك إصرارا تاما، ولا يجوز التجاوز مطلقا. (3)
قد لا تكون عادات الطفل تحت تصرفه، فهي في هذه الحالة آلة؛ أي أنه لا يملك منها ما يجب للحوادث العارضة من القدرة على معالجتها بالتصرف، فينبغي للمعلم - والحالة هذه - أن يحاول ترويضهم على الأمر بالتدريج بأن يعرض عليهم مسائل حادثة جديدة وبعبارة أخرى يجب على المعلم أن يروضهم على استعمال قوى التفكير والتدبر وتمرينها على النظام باعتبار أنه عون على تربية صالح العادات.
حسن النظام في المدرسة كفيل بتكوين صالح العادات: (1)
النظام والتمرينات البدنية والألعاب الرياضية وسير الدروس وفاق جدول المواعيد والأوامر المدرسية وغير ذلك؛ لها ما لها من الأثر وإن كان غير مباشر في تربية عادة السير على خطة الانتظام والترتيب واعتياد العمل. (2)
والمعلم بتحتيمه على الأطفال أن يكون عملهم مرتبا منتظما إنما يربي في نفوسهم عادات ذلك بالتدريج وذلك يؤدي إلى اعتياد التفكير على الطريقة المنطقية السليمة واعتياد الدرس وتحصيل المعلم. وهو بما له من السلطة وما يقدم لهم من نفسه من المثال وحسن الأسوة يستطيع أن يعينهم على تمكين عادات النظافة والأناقة والترتيب والأدب وحسن الملاقاة في أنفسهم. (3)
صفحة غير معروفة