ويذهب مع هذا الزعم بعض المؤرخين والباحثين العرب، فيقول «د. جواد علي»: «إن ... اللت هو «اليلت» ... الإله الرئيسي عند العرب في أيام المؤرخ هيرودوت ... وهو اللت ... من نصوص الحجر ... ويظن أن اللات هي الشمس بدليل أن الشمس أنثى.»
58
كذلك يذهب المذهب نفسه الباحث «محمود الحوت» مستندا إلى رأي «فلهاوزن» وتأييد «نولدكه» في مذهبه؛ ليستنتج أن اللات هي الشمس.
59
ورغم أننا قد بحثنا فيما بين أيدينا من مصادر عما يؤيد مذهب «فلهاوزن» من كون أن العزى هي الزهرة، فإننا نخالفه في اعتباره اللات هي الشمس - مع علمنا بقدر «فلهاوزن» وحفظنا لثقله ولقدره - والاختلاف مرجعه إلى رؤية خاصة، تستند إلى رأي آخر ذهب إليه «رينيه ديسو»، مدعما بالتصديق والتأييد من كل من «ريكمانزوستاركي »، بل إننا نزعم - زعما ابتدائيا - أن الإلهات الثلاث مجتمعات «اللات والعزى ومناة» لم تكن سوى رموز لكوكب الزهرة وحده دون أي معبود آخر من أجرام الفضاء، وهذا ما سنحاول إقامة الدليل عليه الآن. (7) الزهرة والإلهات الثلاث
بالعودة إلى النصوص القديمة في بلاد الشام، حيث انتقلت إلى هناك عبادة ربة الزهرة من الرافدين، نجد الكنعانيين قد عبدوا إلى جوار الإله الرافدي الجبار «إيل» زوجة أيضا، واعتبروها الأم الكبرى والمخصبة الكونية، وأطلقوا عليها لقب التأنيث من «إيل» وهو «إيلات»، أما اسمها فكان «عشيرة» ولقبوها ب «سيدة البحر»، ولم يزل لقبها كزوجة للإله «إيل» وكسيدة للبحر علما على الخليج المعروف باسمها في البحر الأحمر إلى اليوم.
60
ولا يخفى أن «عشيرة» من «عشتار»، ولقبها «سيدة البحر» من أسماء وألقاب إلهة كوكب الزهرة، ولما كانوا قد أسموها «إيلات» من المذكر «إيل»، فإن ذلك يدعونا إلى القول بأن «إيلات» لم تكن سوى الزهرة، مع ملاحظة أن اللفظ «إيلات» هو «اللات» نفسه.
كذلك جاء في النصوص الأوجاريتية النص التالي: «ربت أثرت يم - ألت»
61
صفحة غير معروفة