أشار عليه عمر ﵁ في جمعه، وقال: "كيف أفعل شيئًا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلَم يزل عمر يُراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، ورأيتُ الذي رأى عمر" رواه البخاري (٤٦٧٩)، وجَمْعُ أبي بكر ﵁ القرآنَ كان في صُحف، وأمَّا جَمْعُ عثمان ﵁ فكان في مصحف.
وأمَّا تدوين الدواوين فكان في عهد عمر ﵁ لَمَّا كثرت الفتوحات وكثرت الغنائم والفيء، فاحتيج إلى تدوين أسماء الجنود وغيرهم من أهل العَطاء، ولم يكن ذلك موجودًا قبل زمنه ﵁، وذلك سبيل إلى إيصال الحقوق إلى أهلها وعدم سقوط شيء منها، ولا يُقال: إنَّ من البدع ما هو حسن إلحاقًا بالمصالح المرسلة؛ لأنَّ المصالح المرسلة فيها الوصول إلى تحقيق أمر مشروع، بخلاف البدع